في دراسة جديدة له

فروانة : ( 34 ) عملية تبادل أسرى ما بين الإحتلال والدول العربية وفصائل المقاومة

 منذ العام 1948 ولغاية اليوم

عربياً بدأتها مصر وفلسطينياً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

فلسطين - مساء الإثنين - 15 -10-2007 – أصدر الباحث المتخصص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى عبد الناصر فروانة ، اليوم ، دراسة جديدة عن مجمل عمليات التبادل ، واعتبر خلالها أن عملية تبادل الاسرى التي جرت اليوم الإثنين 15-10-2007 ، ما بين حكومة الإحتلال الإسرائيلي ، ومنظمة حزب الله اللبنانية ، عبر وسيط ثالث ، قرب الناقورة في جنوب لبنان عند الحدود مع فلسطين المحتلة ، هي اضافة جديدة وايجابية لسجل عمليات التبادل الطويلة التي تمت مع الإحتلال الإسرائيلي . ورحب فروانة بعملية التبادل رغم محدوديتها ، واعتبرها حدث سعيد بالنسبة للأسرى الفلسطينيين والعرب ويبعث لديهم الأمل من جديد ، على اعتبار أن اسرائيل اصبحت تدرك جيداً بأن تحرير أسراها واعادة جثث جنودها القتلى لن يتم إلا بالتبادل ، وبالتالي يحيا لديهم الأمل بالتحرر ضمن عملية تبادل مع حزب الله أو مع فصائل المقاومة الفلسطينية .

واضاف فروانة ، بانه ولحتى اللحظة لم يكشف حزب الله عن تفاصيل العملية ، لكنه أكدها ووعد بنشر تفاصيلها غداً الثلاثاء ، و لكن الأنباء تتحدث عن استعادة " اسرائيل " لجثة أحد مواطنيها وتقول أنه مدني من اليهود الفلاشا و صياد جرفته مياه البحر إلى الشواطئ اللبنانية ووصل لأيدي حزب الله ، فيما استعاد حزب الله جثتي مقاتلين من حزب الله هما علي الوزواز ومحمد دمشقية اللذان استشهدا  خلال حرب تموز من العام الماضي ، وكان يفترض أن تفرج اسرائيلي عن الأسير حسن عقيل الذي اعتقلته القوات الاسرائيلية بعدما ادّعى انه مستشار الأمين العام للحزب، لكن تبيّن انه مختل عقليا ، ولكن لحتى اللحظة لم يعرف بعد مصيره .

وأعلن فروانة أن بهذه العملية يرتفع عدد عمليات التبادل التي جرت ما بين حكومة الإحتلال الإسرائيلي والدول العربية وفصائل المقاومة الفلسطينية والعربية  الى ( 34 ) عملية ، تم بموجبها إطلاق سراح آلاف المعتقلين الفلسطينيين والعرب  من السجون الإسرائيلية .

واستعرض الباحث فروانة مجمل عمليات التبادل ، مبيناً أن جمهورية مصر الشقيقة هي أول من بدأت عمليات التبادل عربياً وذلك عام 1948 ،  فيما فلسطينياً بدأتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي احدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، وذلك حينما تمكنت إحدى مجموعاتها من خطف إحدى طائرات العال الإسرائيلية وإجبارها على الهبوط في الجزائر بتاريخ 23/7/1968 ، وتمكنت حينها من إطلاق سراح ( 37 اسيراً ) كانوا يقضون أحكاماً عالية في السجون الإسرائيلية ، وتتالت بعدها العديد من عمليات التبادل .

وأورد فروانة في دراسته مجمل تلك العمليات ، وأبرزها ، كان في 28 يناير 1971 ، وأطلقت  حكومة الإحتلال الإسرائيلي بموجبها سراح الأسير محمود بكر حجازي وهو أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة وكان قد اعتقل 18/1م1965 ، مقابل أن أطقت حركة فتح إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية سراح الجندي الإسرائيلي شموئيل فايز .

وبتاريخ 14/3/1979 جرت عملية تبادل الليطاني أو كما سميت " عملية النورس " بين " إسرائيل " ومنظمة التحرير الفلسطينية ، حيث أطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين –القيادة العامة سراح الجندي الإسرائيلي ( أبراهام عمرام ) ، وأفرجت اسرائيل بالمقابل عن ( 76 ) معتقلاً من كافة فصائل الثورة الفلسطينية وكانوا في سجونها ، من ضمنهم 12 فتاة فلسطينية.

ويواصل فروانة استعراضه لأبرز عمليات التبادل فيبين أنه  في منتصف شباط 1980 أطلقت حكومة الإحتلال سراح المعتقل مهدي بسيسو " أبو علي " ووليام نصار  ، مقابل إطلاق حركة فتح سراح المواطنة الأردنية " أمينة داوود المفتي " التي اعتبرت أشهر جاسوسة عربية عملت لصالح الموساد ، التي كانت محتجزة لديها  .

و ذكر فروانة في دراسته أنه في 23 نوفمبر 1983م  أطلقت حركة فتح سراح ستة جنود اسرائيليين وهم الياهو افوتفول – داني جلبوع – رافي حزان – روبين كوهين – ابراهام مونتبليسكي – آفي كورنفلد، ، فيما أطلقت إسرائيل سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وعددهم ( 4700 ) معتقل فلسطيني ولبناني ، و( 65 ) أسيراً من السجون الإسرائيلية .

فيما اعتبر فروانة أن " عملية الجليل " كانت الأبرز والأكثر زخماً والتي تمت بتاريخ 20/5/1985 ، حيث أطلق بموجبها سراح ( 1155 ) اسير فلسطيني وعربي من السجون الإسرائيلية بالإضافة الى "  الأسير الياباني أوكوزوموتو " مقابل ثلاثة جنود كانوا بقبضة الجبهة الشعبية- القيادة العامة ، وهم ( حازي يشاي ، يوسف عزون ، نسيم شاليم ) وخُيرَ كافة المحررين حول الجهة التي يرغبون التوجه إليها بعد التحرر ، وتمت الصفقة وفقاً للشروط الفلسطينية .

واعرب فروانة عن أسفه الى توقف عمليات التبادل ما بين الفصائل الفلسطينية وحكومة الإحتلال ، منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ، كاشفاً في الوقت ذاته عن العديد من المحاولات ، إلا أن جميعها باءت بالفشل ولم تحرر أي من الأسرى.

وفي الوقت ذاته أكد فروانة أن خلال تلك الفترة جرت بعض عمليات التبادل ما بين حزب الله وحكومة الإحتلال ، استعاد خلالها حزب الله بعض الأسرى اللبنانيين وبعض جثث مقاتيله ، واستعرض جميعها في دراسته ، معتبراً أن أبرزها كانت عملية التبادل التي جرت في 29 يناير عام 2004 ، والتي استعادت اسرائيل بموجبها العقيد إلحنان تانينباوم ورفات 3 جنود إسرائيليين هم  آدي أفيتام و بيني أفراهام و الدرزي عمر سويد الذين كانوا قد قتلوا في أكتوبر/ تشرين أول عام 2000م ، فيما أفرجت " اسرائيل " عن ( 462 ) معتقلاً فلسطينياً ولبنانياً منهم (30 ) أسيراً عربياً  وهم (24 ) لبناني ، كان أشهرهم القيادي في "حزب الله" الشيخ عبد الكريم عبيد الذي اختطفه الإسرائيليون من لبنان في العام 1989 ومصطفى ديراني الذي اختطفه الإسرائيليون في العام 1994 ، و( 6 ) أسرى عرب ، بالإضافة للمواطن الألماني ( ستيفان مارك) والباقي ( 431 ) اسيراً من الضفة الغربية وقطاع غزة ، ورفضت حينها حكومة الإحتلال ادراج اسم السير اللبناني سمير القنطار المعتقل منذ العام 1979 .

واعرب فروانة عن أمله بأن تضع كافة فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية ممثلة بحزب الله ، موضوع تحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية على أجندتها ، وتمنى فروانة في الوقت ذاته أن تحمل الفترة القريبة المقبلة بشائر سعيدة حيث أن فصائل المقاومة الفلسطينية تأسر الجندي الإسرائيلي " جلعاد شاليط " ، منذ 25 حزيران من العام الماضي ،  وحزب الله اللبناني يأسر الجنديين الإسرائيليين أيهود غولدفاسير ، إلداد ريجيف منذ 12 تموز من العام الماضي .

وناشد فروانة كل من له علاقة بأسر الجنود الإسرائيليين بالتمسك بمبدأ التبادلية والعمل على اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والعرب وخاصة القدامى منهم والأسيرات والمرضى .

وأعرب فروانة عن تفهمه لمعاناة الأسرى الإسرائيليين ومعاناة ذويهم ، ولكن على العالم أجمع أن يتفهم معاناة أحد عشر ألف أسير وعشرات الأسرى العرب وفي مقدمتهم الأسير الفلسطيني سعيد العتبة المعتقل منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، والأسير اللبناني سمير قنطار  المعتقل منذ أكثر من ثمانية وعشرون عاماً ، وجميعهم يحتجزون في ظروف قاسية ويعيشون في مقابر تسمى سجون ومعتقلات إسرائيلية ، ودعا فروانة الجميع لتحمل مسؤولياتهم ووضع حد لمعاناة كل الأسرى وذويهم بدون استثناء .

 

 للإطلاع على الدراسة الكاملة إضغط هنا