أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

صلابة أشد من القيد

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية

 (الحلقة السادسة)

الأسير المقدسي / ياسين محمد أبو خضير

فلسطين - الثلاثاء -20-5-2008

هي أيام قليلة , تفصله عن رؤية والده , سيتسنى له أن يعانقه ويأخذا الصور معاً, سيتسنى له البقاء مع والده 45 دقيقة , في هذة الزيارة ليس هناك من حواجز زجاجية ولا قيود تكبل يدي تيسير , فقد سمحت إدارة السجن لوالد ياسين بزيارة خاصة , ولكن القدر حال بينه وبين الزيارة فقد توفاه الله قبل أيام من ذلك اللقاء وذلك في مايو 2005 ،  وبهذا يكون ياسين قد حرم من تلك الزيارة وحرم من وداع والده ورؤيته للمرة الأخيرة قبل ان يوارى الثرى , "لقد أنتابني شعور غريب , وحزنت على والدي , فقد كنت أتوق لرؤيته , كنت أتوق أن يضمني الى صدره , وأغيب ولو للحظات عن جدران هذا السجن "هكذا وصف الأسير ياسين شعوره أثناء موت والده.

نُبذة عن حياة الاسير

ولد ياسين محمد أبو خضير في 27-6-1965 واعتقل في 27-12-1987 من حي شعفاط في القدس المحتلة , ولديه خمسة أشقاء, وكان يعمل صحفيا في جريدة القدس والطلائع والنهار, ثم انتقل بعد ذلك للعمل في أحد الأفران وذلك بسبب تدني الراتب الذي كان يتقاضاه , وقد اتهم, حينها بشراء وحيازة مسدس ، ومحاولة قتل مدير دائرة السير في رام الله ، طعن مستوطن يهودي في سوق المصرارة لم يكن قد تجاوز 22 عاما , بعد ذلك إعترف أحد المعتقلين على أفراد المجموعة التي كان يعمل معها ياسين وحكم عليه بعد ذلك بالسجن 28 عاما , وقد قضى منهم أكثر من 20 عاما.

ومثل باقي السجناء فقد تنقل بين سجون كثيرة حيث مكث 15 عاما في سجن المسكوبية , ثم انتقل الى سجن الرملة فشطة فعسقلان أما اليوم فهو في سجن هشارون.

ويتابع ياسين دراسته بالمراسلة من داخل السجن , فقد سجل إختصاص العلوم السياسية في إحدى الجامعات العبرية ,ولم يتبقى له سوى فصل واحد كي يتخرج , كما يعمل حلاقا وخطاطا داخل السجن , ويمضي وقته في مطالعة الكتب , ويعتبر من رواد الحركة الأسيرة داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي.

ويعاني ياسين من الالام دائمة في معدته , فقد أصيب في عام 2002 بنزيف في المعدة ونقل بعد ذلك الى المستشفى حيث أجريت له عملية جراحية تم خلالها استئصال جزء من معدته , ومنذ ذلك الحين حتى اليوم ينقل ياسين باستمرار الى المشفى لتلقي العلاج .

في الأسر

اعتقل ياسين محمد أبو خضير من منزل عائلته في القدس , على أيدي المخابرات الإسرائيلية التي اقتحمت المنزل , وكسرت الأثاث , وقادته الى سجن شرطة المسكوبية , وهناك تعرض ياسين الى أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي التي بات يتقنها جيش الإحتلال الاسرائيلي,

بعد ذلك وضُع في زنزانة معزولة لمدة شهرين, وكان ياسين قد رفض الكلام عن فترة التعذيب لعائلته خوفا أن تتأثر والدته بهول ما تعرض له.

كما اعتقلت قوات الاحتلال شقيق ياسين أيمن لمدة أربعة أيام , حيث أفاد أثناء لقائنا به أنه تعرض للضرب, بالهراوات الخشبية والبلاستيكية , ولازم الفراش بعد ذلك لمدة شهر كامل.

على أمل اللقاء

إنها أشهر وأشهر من الحرمان , منعت فيها قوات الاحتلال الاسرائيلي أهله من زيارته ،  الاسباب متعددة , ياسين في المسشفى , ياسين شارك في إضرابات واعتصامات , ورغم قرارات منع العائلة بالزيارة , كانت أمه قبل أن تتوفى في يناير 2001 ، تذهب مع أهالي الأسرى وتنتظر خارج السجن وكلها أمل أن يشفق عليها الجنود ويسمحوا لها بالدخول ، لكن للأسف كانت تقضي ساعات وساعات خارجا من دون أن يلتفت لها أحد. وكانت تقول " أنها بالرغم من أنها لم تتمكن من رؤيته , فإنها تشعر به , وهو على بعد أمتار منها , وأنها بذلك تقول لياسين أنها لن تكل ولن تمل من محاولات اللقاء به" .

هذا بالإضافة الى التفتيش السئ الذي كانت تتعرض له, ويقول شقيقه أيمن أن إدارة السجون قد غيّرت بعض قوانين الزيارات عام 2003, حيث قامت بوضع الحواجز الزجاجية في غرف الزيارة مما حرم الأسرى من ملامسة ذويهم وزوجاتهم والشعور ولو لدقائق معدودات بهم  ، كما منعت إدارة السجون الأهالي من إدخال الملابس الجديدة للأسرى إلا إذا بُدلت بملابس قديمة للاسرى.

أما عائلة الاسير ياسين فقد شيدت له منزلا, حتى يسكن فيه لدى خروجه من السجن وقال شقيقه أيمن أثناء لقاءنا به " أنه منذ بناء المنزل تسلمنا مخالفة بناء من قبل بلدية القدس ، ثم بدأنا العمل بإجراءات الترخيص في عام 1998, في أول مرة تم إستصدار حكم بحقه يقضي بدفع غرامة مالية قدرها ثمانية آلاف شيكل أو السجن لمدة 45 يوماً فاختار السجن وبالتالي أضيفت هذه المدة لحكمه فأصبح 28 عاما و45 يوماً ، ثم أجريت محاكمة أخرى ضد ياسين تم خلالها فرض مخالفة مقدارها 40 ألف شيكل ، أو السجن لمدة 400 يوم حينها قررنا دفع الغرامة ، ومنذ عام 2005 وأنا أدفع ألف شيكل شهريا للمخالفة ، هذا غير أتعاب المحامي البالغة ستة آلاف دولار الذي تم توكيله من أجل إيقاف إجراءات الهدم.

في الإنتظار... منزل وحلم بالزواج

في انتظار ياسين, منزل وحلم بالزواج , حلم بتكوين عائلة دافئة , ومشاعر صادقة والاهم من ذلك , حلم بأن ينظر بعينيه فيرى أنه في عالم اخر , لا جدران فيه ولا شبابيك صغيرة , ولا سجانين, يقفون عند الأبواب .

عالم يتحول فيه ياسين من رقم في سجلات وزارة الأسرى , الى فرد يتمتع بحق الحياة.

للتضامن مع الأسرى

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email : info@alquds-online.org