أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

صلابة أشد من القيد

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية

 

( الحلقة الرابعة )

الأسير المقدسي / تيسير محمد سليمان

بيروت – مؤسسة القدس الدولية – 13-5-2008

عندما ينهمر الظلام كقصة عجوز شريرة , تشوه بقبحها وجوه السجناء, تشرب من سني عمرهم أثيراً سرمدي البريق, وتسرق من أجسادهم ألوان رايـات حريتها وانتصاراتها الكاذبـه .تمضي الحياة في تيسير تائهة بين نفسه وخياله , محاولة أن تكون معه, من خلف قضبان الألم...

رغم فقدان البصر

لم يردعها ظلام عينيها من أن تذهب إليـه, وتتلمس وجهـه , أن تراه فالأم تـرى بقلبهـا , لا بعينيها, هي تعيش من أجل أن تسمعه يوما ما قادما إليها , من دون قيود ترزح في قدميه.

16عاماً قضاها تيسير في السجون , لم تثنيها عن زيارته بالرغم من فقدانها البصر.

وأثناء لقاء مؤسسة القدس الدولية بها قالت "لوأزحف كالطفل الصغير لن أتوقف عن زيارة إبنـي" ،مضيفةً "نتعرض أثناء الزيارة الى تفتيش سئ ونُمنع من الزيارة إذا أصدر الجهاز الالكتروني رنينا ثلاث مرات " وأكملت " الحمد لله إبني رافع راسي للأبد وافتخـر به ، والعمليات التي قام بها تعتبر تذكار لأبد الآبدين ."تجدر الاشارة الى أن أم محمد لم تتمكن من زيارته زيارةً خاصة سوى مرة واحدة وتمكنت من التقاط صور تذكارية معه ,واصفتة لنا لقائها به " لقد أمسك بي من شدة فرحته وطوال الوقت دموعي تذرف ، فبعد هذا الحرمان أجده فجأة بين يدي ، فهو لا يغيب عن بالي دقيقة واحدة ،وعانقني بشدة بينما ساقيه مقيدتان ،حينها شعرت بجسدي يرتجف ، فلا تشعر بالحسرة سوى الأم ."

نُبذة عن حياة الأسير

ولد الأسير تيسير محمد سليمان في بيت حنينا بتاريخ 14-12-1976واعتقل بتاريخ 25-9-1993 بتهمة الانتماء الى حركة المقاومـة الاسلامية حماس وخطف جندي إسرائيلي وقتله, وحكم عليه بالسجن المؤبد بالإضافة الى 60 عاما .

وقد كان تيسيرمتزوجاً لدى إعتقاله ولم يمضي على زواجه 40 يوما عندما اعتقل، وبعد عامين من إعتقاله إنفصل عن زوجته إبنة عمه ."

في غياهب السجون

لحظات...ساعات.. سنوات...قضاها تيسير بين جدران ضيقة ,لا شبابيك تًدخل النور الى قلبه لتحييه, لا رفيق يؤنس وحدته, لا شئ سوى ذاكرته التي تجول به بين أزقة القدس ,بين وجوه أحباءه.

سنة ونيف قضاها تيسير معزولا في سجن منفرد, لحظات تشعره أن حياتـه قد عادت أمامـه ,يحاول أن يمسك بها جيدا, أن يقرأ عناوينها , إنها لحظات وأعوام قاسية يشك فيها السجين أنه حقا موجود ، بالرغم من ذلك لم يختفي لدى تيسير بريق إيمانه بالقضية التي قاوم ويقاوم لأجلها فقد أكمل تعليمه داخل السجون وأنهى سنتين تخصص صحافة في إحدى الجامعات العبرية, كما تعلم اللغة العبرية , وشارك في معظم الاعتصامات والاضرابات التي قام بها السجناء .

يعتقل الاسير تيسير حاليا في سجن نفحه في صحراء النقب والذي يبعد عن القدس ست ساعات ذهابا وإيابا وكان قد تنقل أثناء فترة اعتقاله في كافة السجون الاسرائيلية , وتعرض أثناء التحقيق معه الى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.

كما تقوم قوات الاحتلال الاسرائيلي باقتحام منزل عائلة تيسير من فترة لاخرى وتجبر أهله على الخروج من المنزل. وبعد اعتقاله بفترة وجيزة قامت قوات الاحتلال باعتقال اثنين من أشقائه لفترة طويلة .

قصة تنتظر...سطورها الاخيرة

لا زال تيسير داخل السجون المظلمة , يتنقل من قيد الى اخر, لايرى سوى جدران مغلقة , ينتظر من يفك قيده ويعيده مرة جديدة الى دفء الشمس, الى تفاصيل الحياة , الى المدينة التي لطالما عاش ويعيش لأجلها , الى أمه التي تنتظره وترسل له تحياتها مع كل شروق شمس , ومع كل غروب.لا زال ينتظر ذلك الوطن الذي لا يرضى أن يعيش أبنائه منفيين , مغيبين ,منسيين.

للتضامن مع الأسرى

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email : info@alquds-online.org