تمنى أن يراهما ويحتضنهما قبل أن يفارق الحياة

وفاة والد أسيرين فلسطينيين حرم من زيارتهما منذ اعتقالهما

غزة 4-5-2008 - نعى الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة اليوم ، والد الأسيرين الشقيقين سمير وفادي حسين غانم مرتجى ، الذي وافته المنية  يوم أمس السبت ، دون أن يتحقق حلمه برؤية نجليه واحتضانهما ، ودون السماح لهما من وداعه الأخير ، داعياً الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ، وأن يلهم نجليه الأسيرين وذويه الصبر والسلوان .

وذكر فروانة أن والد الأسير مرتجى لم يرَ نجليه منذ اعتقالهما  ، بسبب المنع الأمنى من جهة ، واوضاعه الصحية التي تردت سوءاً في السنوات الأخيرة من جهة أخرى ، حيث ان سمير معتقل منذ خمسة عشر عاماً ، فيما فادي معتقل منذ ست سنوات .

وأضاف فروانة أن أشقائهما أيضاً ممنوعين من زيارتهما بحجج امنية منذ اعتقالهما ، وأوضح انه لم يكن يُسمح سوى لزوجة سمير ووالدته وشقيقه الأصغر من زيارته ، ومع بداية انتفاضة الأقصى منعوا جميعاً من الزيارة ، وبعد اعتقال فادي سمح لزوجته فقط بزيارته كونها من سكان بيت لحم ، ومن ثم منعت هي الأخرى من زيارته ، وبذلك حرم الأسيرين الشقيقين من زيارة أي من أفراد عائلتهما بشكل نهائي منذ سنوات طوال ، ولحسن حظهما فانهما متواجدان الآن سوياً في سجن نفحة الصحراوي ،  .

آلاف الأسرى ممنوعين من الزيارة بشكل فردي وجماعي

وبيَّن فروانة أن الأسير سمير مرتجى ليس الوحيد من الأسرى المحروم من زيارة أهله ، بل هناك المئات من الأسرى محرومين مثله من زيارة أهلهم وأحبتهم منذ سنوات بسبب ما يسمى " المنع الأمني " ، أو ما يسمى المنع الجماعي كما هو حاصل مع أسرى قطاع غزة وعددهم ( 920 أسير ) المحرومين من زيارة ذويهم كعقاب جماعي منذ حزيران الماضي ، الأمر الذي يستدعي التحرك العاجل وخاصة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الإنسان للضغط على حكومة الاحتلال من أجل السماح لأهالي الأسرى بزيارة أبنائهم ، كحق مشروع لهم تكفله كافة المواثيق الدولية ، وليس هناك من مبرر على الإطلاق من منع إمراة عجوزة أو شيخ مسن من زيارة أبنائهم لأسباب أمنية ولسنوات طوال ، وهذا دليل قاطع على أن الأمر لا علاقة له بالأمن ، بل هو سيف مسلط على رقاب الأسرى يهدف الى إضعاف معنوياتهم وقتل مشاعرهم وحرمانهم من رؤية أعز أحبائهم وفقدان التواصل الإجتماعي ، وصلة القرابة بهم .

الأمهات والآباء يرحلون وأبنائهم قابعون في السجون

وهذه ليست المرة الأولى التي يفارق فيها والد أسير الحياة دون ان يتمكن من رؤية نجله الأسير او دون ان يسمح للأسير بوداع والده الأخير والمشاركة في تشييع جثمانه الى مثواه الأخير ، فالسنوات الماضية شهدت حالات كثيرة جداً مشابه ورحل العديد من امهات وآباء الأسرى في ظروف مشابهة ، وإذا استمرت تلك الأوضاع على حالها ، وبقيَّ المنع ساري المفعول على مئات الأمهات والآباء والأشقاء ، فان الأيام والشهور المقبلة ستشهد حالات مشابهة كثيرة .

سمير واحد من الأسرى القدامى

وذكر فروانة أن الأسير سمير حسين غانم مرتجى ( 38 عاماً ) من سكان مدينة غزة ، هو واحد من الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية اوسلو ، ولقد اعتقل بتاريخ 29-10-1993 ، بعد مرور ايام معدودة جداً على زواجه ، ولقد صدر بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة عشرين عاماً ، وتنقل خلال فترة اعتقاله بين العديد من السجون فيما يقبع الآن في سجن نفحة الصحراوي ، وخلال اعتقاله حصل على شهادة جامعية من الجامعة العبرية المفتوحة عبر المراسلة ، وشقيقه فادي اعتقل عام 2002 من بيته في بيت لحم حيث كان مقيماً هناك قبل اعتقاله بفترة وجيزة ، وبعد ان تزوج هناك ، وهو يقضي حكماً بالسجن لمدة 16 عاماً ، وهو ايضاً محروم من زيارة أهله ، وحتى زوجته منعت منذ فترة طويلة من زيارته برغم انها من سكان بيت لحم ، وهو يقبع بجانب شقيقه سمير في سجن نفحة الصحراوي ويدرس بالجامعة العبرية عبر المراسلة حيث يسمح للأسرى منذ اضراب العام 1992 بالإلتحاق فقط بالجامعة العبرية المفتوحة ،.

وأكد فروانة على أن هذا أمر مخالف للمواثيق والأعراف الإنسانية والدولية وخاصة المادة ( 116 ) من الفصل الثامن من اتفاقية جنيف " يسمح لكل شخص معتقل بإستقبال زائريه، وعلى الأخص أقاربه على فترات منتظمة، وبقدر ما يمكن من التواتر ، ويسمح للمعتقلين بزيارة عائلاتهم في الحالات العاجلة بقدر الإستطاعة ، وبخاصة في حالة وفاة أحد الأقارب أو مرضه بمرض خطير " .

هذا وتنتظر والدتهما ( أم نبيل مرتجى ) بفارغ الصبر عودة نجليها إليها واحتضانهما دون قضبان وقيود ، قبل أن تفارق الحياة وتلحق بزوجها هي الأخرى ، لا سيما وأنها تعاني من أمراض عدة ووضعها الصحي صعب ويزداد صعوبة يوماً بعد يوم ، وعليه ناشد فروانة المؤسسات الدولية لا سيما منظمة الصليب الأحمر الدولية الى التدخل العاجل لإجبار حكومة الإحتلال بالسماح باستئناف زيارات الأهل لكافة أسرى قطاع غزة ولكافة ذوي الأسرى من المناطق الفلسطينية الأخرى والممنوعين بحجج أمنية واهية .