فروانـة : السلطة الوطنية لم تهمل قضية الأسرى أبداً

 

فلسطين -  1/11/2007 – انتقد الباحث المتخصص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة بشدة ، اليوم ، التصريحات التي أدلى بها الباحث الحقوقي فؤاد الخفش لوكالة الأنباء " قدس برس " ونشرتها بالأمس ، ونشرتها اليوم صحيفة " فلسطين " ، وحمَّل فيها السلطة الوطنية مسؤولية استمرار اعتقال ( اسرائيل ) لآلاف الفلسطينيين ، واتهمها بعدم إبدائها اهتماماً سياسياً بموضوعهم ، وأنها لا تفعل شيئاً وتكتفي باصدار البيانات والتعبير عن التضامن المعنوي مع معاناتهم ، واضاف أن السلطة الوطنية لم تحرك ساكناً عقب استشهاد المعتقل محمد الأشقر في معتقل النقب ، حيث تواصلت اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية عقب حادثة الاعتداء على سجناء النقب "وكأن شيئا لم يكن".

و رداً على ذلك أكد الباحث فروانة أن السلطة الوطنية الفلسطينية وضعت ولازالت تضع قضية الأسرى على سلم أولوياتها ، وأن الرئيس الفلسطيني أبو مازن وحكومة د. سلام فياض ووزير الأسرى العجرمي تعهدوا مراراً بأن لا يوقعوا على أي اتفاق لا يتضمن جدولاً زمنياً للإفراج عن كافة الأسرى ، وأن قضيتهم تقف على أجندة كافة اللقاءات التي يجرونها مع الإسرائيليين وغيرهم ، وأن السلطة الوطنية الفلسطينية هي أول من أنشأت وزارة تعنى بالأسرى والمحررين على الصعيدين العربي والإسلامي ، وهذا يعكس مدى اهتمام السلطة الفلسطينة والقيادة السياسية بقضيتهم العادلة .

وأوضح فروانة أنه وفي أعقاب الأحداث التي جرت في معتقل النقب عملت الوزارة كخلية نحل ولم تغلق أبوابها حتى بعد منتصف الليل ، وتابعت عن كثب مجريات الأحداث وأجرى وزيرها العديد من الإتصالات ، وتوجه وبرفقته وفد من الوزارة الى مستشفى سيروكا لزيارة الأسرى المصابين ، ومن ثم زار ومعه وفد من الوزارة معتقل النقب وإلتقى بممثلي الأسرى هناك ، ويؤكد فروانة أن هذه تعتبر المرة الأولى التي يسمح فيها لوفد من العاملين في وزارة الأسرى بمرافقة وزيرالأسرى في زيارة لأحد السجون والإلتقاء بممثلي الأسرى .

واستهجن فروانة هذه التصريحات التي تأتي من " مدير " في وزارة الأسرى ويدرك جيدأ الخدمات والأنشطة التي تقدمها السلطة الوطنية من خلال وزارة الأسرى ، لكافة الأسرى وذويهم وللأسرى المحررين ، وسعيها الدائم من أجل تحريرهم والتخفيف من معاناتهم .

وأوضح  فروانة أن رده هذا  لا يأتي دفاعاً عن السلطة الوطنية ، بل لإظهار الحقائق ، لأنه يعمل في وزارة الأسرى ومطلع جيداً على ما تقوم به الوزارة والتقليل من شأن ذلك أمر مستفز .

ورداً على تحميل السلطة الوطنية مسؤولية استمرار اعتقال ( اسرائيل ) لآلاف الفلسطينين ، اعتبر فروانة أن هذا غير منصف ، ويتحمل مسؤولية ذلك الجميع وبدون استثناء بدءاً من السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال الثغرات والأخطاء التي حملها اتفاق اوسلو والإتفاقيات اللاحقة كاتفاق القاهرة وواي ريفر وطابا ..إلخ ، وتقصير المفاوض في متابعة ملفهم ، وعدم اصطحاب الرئيس وحكومته أهالي الأسرى في جولات ولقاءات دولية ، ومروراً بالفصائل الفلسطينية مجتمعة والتي فشلت في تحرير أي من الأسرى منذ العام 1985 ولغاية الآن ، والتي هي الأخرى صالت وجالت في العالم دون اصطحاب أهالي الأسرى ، وأيضاً منظمات المجتمع المدني والمؤسسات المعنية بالأسرى وبحقوق الإنسان التي لم توثق تك الجرائم ولم تلاحق مجرمي الحرب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، ولم تفعل شيئاً جوهرياً بالنسبة للأسرى على المستوى الدولي ، وانتهاءاً بأصغر شبل فلسطيني لم يشارك في الفعاليات التضامنية مع الأسرى .

وكشف الباحث المختص بقضايا الأسرى عبد الناصر فروانة أنه بصدد اعداد دراسة شاملة سينشرها قريباً عن أبرز إنجازات وإخفاقات السلطة الوطنية والعملية التفاوضية بالنسبة لقضية الأسرى ، والتي وجه خلالها انتقادات شديدة للسلطة والإتفاقيات السياسية السابقة  ، إلا أنه أشاد بما أنجزته حيث أفرجت عن آلاف الأسرى وخاصة ما بين 1993-2000 .