فروانة يدعو الى الإستفادة من تجربة الإنتفاضة الأولى

 

غزة – 9-12-2011 – دعا الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، كافة الشعب الفلسطيني لا سيما فصائله الوطنية والإسلامية الى توثيق التجربة القيمة للإنتفاضة الأولى بكل صورها وأشكالها ، وتقييمها والإستفادة من دروسها وما تميزت به .

ورأى أن أبرز ما تميزت به الانتفاضة الأولى هو متانة الوحدة الوطنية فيما بين كافة الفصائل ، والتعاون والتنسيق الميداني فيما بينها وبين عناصرها بشكل فردي أو جماعي ، تنظيمي أو شخصي ، بالإضافة لتميزها بالطابع الشعبي والجماهيري الوحدوى وشموليتها ، والأهم تميزها بوحدة النسيج الإجتماعي والعلاقات الأسرية والتعاضد والتكافل الأسري والإجتماعي وصلابة الحركة الأسيرة.

 فيما انتفاضة الأقصى افتقرت للكثير من ذلك ، وأن أبرز سلبياتها كانت الفئوية والحزبية وضعف التنسيق ووحدة العمل الميداني وغياب الطابع الجماهيري والشعبي في كثير من الأحيان ، وأن أخطر ما جلبته هو" الإنقسام " الذي قسّم الوطن ومزّق الوحدة الوطنية وأحدث شرخاً كبيراً في النسيج الإجتماعي بمجمله ، وأدى لتراجع المقاومة بكافة أشكالها ، واضعف حضور قضية الأسرى على كافة المستويات ، كما مزَّق وحدة الأسرى وأضعف قدرتهم على اتخاذ قرارات المواجهة  .

وفيما يتعلق بالإعتقالات قال فروانة :  أن الإنتفاضة الأولى شهدت اعتقالات واسعة جداً حيث أن سلطات الإحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال سنوات الإنتفاضة الأولى ( 8-12- 1987 – منتصف 1994 ) قرابة ( 200 ألف ) مواطن ، أي بمعدل ( ثلاثين ألف حالة اعتقال ) في العام الواحد ، بينا اعتقلت خلال انتفاضة الأقصى الحالية ( 28-9-2000 ولغاية اليوم ) قرابة ( 75 ألف مواطن )  أي قرابة ( سبعة آلاف مواطن ) في العام الواحد ، ولكن الثانية شهدت انتهاكات أكبر وجرائم أخطر وأكثر تنظيماً ومنهجية بحق الأسرى بشكل غير مسبوق وبمشاركة كافة الجهات السياسية والحزبية والقانونية في دولة الإحتلال وأقرت خلالها العديد من الإجراءات والقوانين بهدف التضييق على الأسرى ، في وقت تشتت فيه الجهود الداعمة للاسرى

واعتبر فروانة بأنه من الضروري العمل الجاد من أجل تغيير هذه المعادلة المؤلمة وأن نتوحد من أجل الأسرى  .

 

جاءت تصريحات فروانة هذه في تقرير صحفي وزعه اليوم بمناسبة حلول الذكرى الـ24 لإندلاع الإنتفاضة الأولى.

تراجع الإعتقالات مقارنة مع الإنتقاضة الأولى ..

وعن اسباب تراجع الاعتقالات خلال الإنتفاضة الثانية مقارنة مع الانتفاضة الأولى يوضح فروانة بأن السبب يعود إلى تقلص الوجود المباشر والمكثف لقوات الاحتلال في بعض المناطق الفلسطينية وذلك منذ اتفاقية اوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية منتصف عام 1994، ومن ثم اعادة انتشار الوجود العسكري في قطاع غزة في سبتمبر 2005  ، وهذا الوضع حال دون تمكنها من اجتياح كل المدن والقرى في الضفة الغربية وقطاع غزة بحرية كما كان متاحاً خلال الإنتفاضة الأولى مما أدى الى تقلص حالات الاعتقالات بشكل عام ، فيما تصاعدت الإغتيالات المباشرة خلال انتقاضة الأقصى .

وتابع فروانة: أن ما يدلل على ذلك هو أن المناطق المتواجدة فيها قوات الاحتلال بكثافة أو التي يمكن أن تجتاحها بسهولة ، هي المناطق التي كان لها النصيب الأكبر من الاعتقالات، وبالإجمالي سنجد أن الغالبية العظمى ممن اعتقلوا هم من الضفة الغربية وبتفاوت من مدينة لأخرى وفقاً لما ذكرناه، ومن قطاع غزة اعتقل خلال انتفاضة الأقصى قرابة (  5000 ) مواطن فقط .

وأوضح فروانة بأن هذا الحال انعكس على نسب الأسرى القابعين الآن في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وأعدادهم ، حيث يوجد ما يقارب من ( 516  أسيراً ) من سكان قطاع غزة ، و قرابة ( 350 أسيراً ) من القدس والمناطق التي أحتلت عام 1948 ، فيما الباقي وهي النسبة الأكبر وتقدر بأكثر من (4000 ) من الضفة الغربية ، من اجمالي الأسرى البالغ عددهم قرابة  ( 5000 أسير ) . 

الشهداء الأسرى

وأوضح فروانة ان أوضاع الأسرى خلال انتفاضة الأقصى ازدادت سوءاً وقسوة ، والأمراض تفشت وانتشرت ، وتحولت اجساد الأسرى لفرائس سهلة لمداهمة الأمراض الخطيرة والمزمنة بل والخبييثة كالسرطان ، فارتفعت قائمة المرضى بشكل ملحوظ في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي ، و خلال انتفضة الأقصى استشهد ( 19 أسيراً ) نتيجة الإهمال الطبي ، فيما ( 11 أسيراً ) فقط استشهدوا للسبب ذاته خلال الإنتفاضة الأولى .

وبالإجمال فان ( 42 أسيراً ) استشهدوا خلال الإنتفاضة الأولى و( 79 أسيراً ) خلال انتفاضة الأقصى لأسباب مختلفة ، من اجمالي عدد الشهداء الأسرى الذي بلغ منذ العام 1967 ولغاية اليوم ( 202 ) شهيداً  .

الإعتقال الإداري سياسة قديمة جديدة

وبالنسبة للإعتقال الإداري قال فروانة بأن سلطات الإحتلال تمارسه بشكل غير قانوني ويعني احتجاز دون تهمة ودون محاكمة عادلة وبدون سقف زمني وامتد في حالات كثيرة الى بضعة سنوات تجاوزت الخمس سنوات كفترة واحدة ومتواصلة  ،  على فترات متفاوتة  وبالمقارنة فيما بين الإنتفاضتين نلاحظ أن هناك تقارب في الأرقام حيث سُجل خلال  الإنتفاضة الأولى ( ديسمبر 1987- منتصف 1994 ) ( 18973 ) قرار اداري  ما بين قرار جديد وتجديد ، أما خلال انتفاضة الأقصى الحالية فسُجل خلالها ( 21 ألف قرار اداري ) .

صفقة " شاليط "

واشار فروانة الى أن الإنتفاضة الأولى شهدت عدة محاولات أسر جنود اسرائيليين من قبل الفصائل الفلسطينية وجميعها لم تكلل بالنجاح لأسباب مختلفة ، فيما شهدت إنتفاضة الأقصى عملية أسر ناجحة في حزيران 2006 تمثلت في أسر الجندي الإسرائيلي " شاليط " والذي استمر احتجازه بغزة لأكثر من 5 سنوات ، توجت بصفقة تبادل تُعتبر هي الأولى التي تتم فوق الأراضي الفلسطينية وتحرر بموجبها ( 1027 ) اسير واسيرة ، لكنها تعتبر حلقة في سلسة عمليات تبادل نفذتها المقاومة الفلسطينية عبر تاريخها العريق والتي بدأتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1968 ونفذت أضخمها حركة فتح عام 1983 ، فيما القيادة العامة انجزت أزهمها عام 1985

وبين فروانة بأنه ومع اندلاع الإنتقاضة الأولى لم يكن في سجون الإحتلال سوى بضعة أسرى كان قد مضى على اعتقالهم عشر سنوات أوأقل من ذلك بقليل، فيما ومع اندلاع انتفاضة الأقصى كان عدد الأسرى الذين مضى على اعتقالهم عشر سنوات وما يزيد قد وصل الى قرابة ( 200 ) أسير ، بعضهم تحرر وبعضهم ينتظر من سيحرره ، واليوم ورغم صفقة تبادل الأسرى ، إلا انه لا يزال يوجد في سجون الإحتلال مئات الأسرى معتقلين منذ أكثر من عشر سنوات ، منهم ( 123 ) أسيرا معتفلين منذ ما قبل أوسلو وقيام السلطة الوطنية في مايو / آيار 1994 ، ومن بينهم ( 52 ) أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما ومن بين هؤلاء أيضا يوجد ( 23 ) أسيراً معتقلين منذ ربع قرن وما يزيد   .

 

 

 أرشيف التقارير