فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   

فروانة : الأسرى بحاجة إلى إعلام قوي وفق خطة إستراتيجية متعددة الأشكال

 

الجزء الأول

29-7-2009

فلسطين – 29-7-2009 – أكد الأسير السابق ، الباحث المختص في شؤون الأسرى ، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية عبد الناصر فروانة ، على أن الأسرى ليسوا مجرد أنباء و أخبار إعلامية فحسب ،  وأن قضيتهم  بحاجة إلى إعلام قوي وفق خطة إستراتيجية ، تعتمد على التكامل والتراكم واستخدام كافة أشكال العمل الصحفي ، باعتبارها قضية عربية إسلامية مقدسة ، ومن واجب كافة وسائل الإعلام المختلفة ( المرئية والمسموعة والمطبوعة والألكترونية ) منحها المساحات الكافية وتفعيلها ومساندتها بما يوازي حجم الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي .

ورأى فروانة بأن الإعلام مهم جداً في دعم قضية الأسرى وحقهم في انتزاع حقوقهم الأساسية وتحسين شروط حياتهم داخل الأسر كمقدمة لتحقيق حلمهم بالحرية ، وربما يُعتبر الإعلام هو الأهم في مساندة الأسرى في معاركهم ضد إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية ، واطلاع العالم على مجمل مناحي الحياة الإعتقالية المأساوية في سجون الاحتلال ، والإنتهاكات والجرائم التي تُقترف بداخلها .

مؤكداً على أن العالم لم يعرف يوماً قوة ذات تأثير أعظم مما يتمتع بع الإعلام في زماننا هذا ، وأن الدول أصبحت تتقوى بإعلامها الموجه خدمة لمصالحها وتوجهاتها ، وأنه ليس هنالك من انتصار لأية قضية مهما كانت درجة عدالتها دون إعلام قوي ، و أن لا معنى لملاحقة ومحاسبة مقترفي الجرائم دون توثيق علمي تراكمي ، ولا قيمة للتوثيق دون إعلام  ممنهج ، ولا أهمية للتوثيق والإعلام إن لم يتجاوز دوائر وأوساط الضحايا ويؤثر على الآخرين .

الأسرى .. قضية ليست موسمية ..

وانتقد فروانة بعض وسائل الإعلام التي تتعامل مع قضية الأسرى وكأنها قضية موسمية تعتمد على المناسبات والأحداث الطارئة ، أو تلك التي تتعامل معها كقضية عناوين وأنباء إخبارية تقليدية ، أو لمجرد متابعة الخبر ونشره ولو بشكل مكرر وسطحي ، دون تناول العمق والجوهر مما يفقد الخبر مضمونه وتأثيره ، أو تلك التي لا تسعى للإنتاج والإصدار الخاص بها إلا ما ندر .

الإعتماد على النبأ الإخباري وغياب الأشكال الأخرى

ويقول فروانة بأن كافة وسائل الإعلام الفلسطينية بما فيها الغالبية العظمى من الصحافة الألكترونية الإخبارية والمتخصصة تعتمد على الشكل الإخباري كشكل رئيسي في تناولها ونشرها لقضية الأسرى ، بعيداً عن الإبداع ، وتتسابق فيما بينها في نشر أخبار مستهلكة ومكررة ، وهي طريقة يستسهلها مديرو ومحررو الأخبار والمواقع ، دون استخدام باقي أشكال العمل الصحفي ، لهذا نجد غياباً شبه شامل للتقارير الخاصة والمقابلات الصحفية والتحقيقات المؤثرة أو القصص الصحفية التي بإمكانها ان تنقل معاناة الأسرى بشكل أكثر تأثيرا ، و من الممكن المزج ما بين النبأ والرأي والتحليل والخلفية وعدم تقديم النبأ بشكل مجرد باهت لا يعكس القدر المطلوب من المهنية .

مؤكداً على أن تراجعاً ملحوظاً قد طرأ على المقال ذات الصلة ، والخاطرة والنثر والشعر وغياب الصورة المؤثرة وبات كل هذا يتسم بالموسمية .

توحيد للجهود وتطوير الآداء

وأضاف بأن وسائل الإعلام المختلفة مطالبة بتطوير آدائها وآليات عملها  وتعاملها مع قضية الأسرى ، وكيفية تناولها لها ، وضرورة التطرق لجوهر الملفات والتعمق بها بشكل علمي ومنهجي مع الإعتماد على العمل التوثيقي التراكمي والتكاملي في عرضها لتلك الملفات ، وتخصيص مساحات أكبر لها ، في إطار خطة استراتيجية متكاملة ، بعيداً عن الشكل التقليدي الروتيني المتداول ، معتبراً بأن الصحافة الألكترونية ربما تكون أفضل حالاً في عرضها لقضية الأسرى وتخصيص مساحات أكبر لها .

وطالب فروانة بضرورة توحيد كافة الجهود الإعلامية بمشاركة المؤسسات الحقوقية والمختصة بشؤون الأسرى ، وفق خطة إعلامية إستراتيجية تعتمد على العمل التراكمي التكاملي ، وتتوزع خلالها المهام والأدوار ، ويشارك بها كل المؤسسات الرسمية وغير الحكومية ووسائل الإعلام المختلفة والمؤسسات الأكاديمية ، وأبرز مهامها إعادة الإعتبار لقضية الأسرى على كافة الصعد المحلية والعربية والدولية  وجعلها قضية ذات حضور إعلامي دائم ومؤثر بما يكفل لاحقاً التأثير على المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة واجباره على التحرك لإلزام حكومة الاحتلال بالقانون الدولي الإنساني والإتفاقيات الدولية في تعاملها مع المعتقلين .

وأضاف : إذا تعذر ذلك وبقيّ العمل مشتت بعيداً عن الجماعية ، فهذا لا يبرر بقاء واستمرار عمل كل مؤسسة على حدا أيضا مشتت وبدون رؤية وخطة

 

الصحافة الألكترونية ربما أفضل حالاً

وأعرب فروانة عن اعتقاده بأن الصحافة الألكترونية الإخبارية المختلفة ربما تكون أفضل حالاً من باقي وسائل الإعلام في تناولها وعرضها لقضية الأسرى ونشر أخبارها ، ومنحها مساحات لا بأس بها ، وتناولها أحياناً أشكال صحافية أخرى .

فيما هناك تفاوتاً واضحاً وجلياً في عمل المواقع المتخصصة بشؤون الأسرى من حيث كيفية تناولها لقضية الأسرى أو بطبيعة وحجم وشكل الإصدارات الخاصة بذلك ، وللأسف البعض يسعى في أحياناً كثيرة للتسابق والحضور الإعلامي من خلال تكرار الخبر على حساب مضمونه وجوهره دون البحث عن التميز والإبداع وتقديم الجديد .

أبرز المواقع المتخصصة

وذكر فروانة أبرز المواقع المتخصصة بشؤون الأسرى وهي موقع نادي الأسير الفلسطيني ،  فلسطين خلف القضبان وهو موقع شخصي له ،  موقع مركز الأسرى للدراسات ، مركز الأسرى للإعلام ،موقع الحركة الشعبية لنصرة الأسرى ، موقع المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى ، موقع مركز أحرار لدراسات الأسرى ، موقع الأسير السوري بشر المقت ، موقع صابرون ، موقع مؤسسة مانديلا ، موقع مؤسسة الضمير في الضفة ، مؤسسة يوسف الصديق لرعاية السجين ..الخ وهي مواقع مختلفة الأطياف والألوان السياسية والحزبية .

مؤكداً على أن هناك تفاوتاً واضحاً في ما بين تلك المواقع من حيث الشكل والمضمون وطبيعة الإصدارات .

وزارة الأسرى بدون موقع للأسرى ..!

منتقداً في الوقت ذاته عدم وجود موقع متخصص يعنى بشؤون الأسرى يتبع لوزارة الأسرى والمحررين ، وغياب الدراسات والإصدارات المتميزة والبحوث القيمة والتقارير الشاملة والحديثة والقصص المؤثرة ، عن برامجها واصداراتها الإعلامية ، على الرغم من امتلاكها الكادر والطاقات والقدرات البشرية والمادية .

المؤسسات المختصة.. تفاوت واضح .. وتميز لنادي الأسير الفلسطيني

ورأى فروانة بأن المؤسسات المختصة بشؤون الأسرى ، تشهد تفاوتاً فيما بينها في آلية وكيفية تناولها لقضية الأسرى ، وحضورها الإعلامي أيضاً ، ولاشك بأن هناك تراجعاً لحضور بعض المؤسسات ، فيما جمعية نادي الأسير الفلسطيني الفاعلة في الضفة الغربية سجلت تمايزاً واضحاً وملموساً عن غيرها من المؤسسات الفاعلة في هذا المجال من حيث المتابعة والأنشطة ، وتقديم المعلومات الدقيقة والعاجلة ، وتفوقت على نفسها في الحضور الإعلامي بشكل ملفت للنظر خلال الأشهر القليلة الماضية وبات نادي الأسير مرجعاً ومصدراً مهماً ، مما يستحق التقدير للمرجعية وللدائرة الإعلامية بشكل خاص ،  ولكن يؤخذ على " نادي الأسير " بأن حضوره الإعلامي اقتصر على الأخبار القيمة والعاجلة والمهمة ومتابعة شؤون الأسرى داخل السجون والمعتقلات ، وأنشطتها المساندة لهم ، دون اعتماد أشكال العمل الصحفي الأخرى وهنا يكمن القصور شأنها شأن باقي المؤسسات الأخرى .

معرباً عن أمله في أن توفر إدارة نادي الأسير طواقم إعلامية متخصصة لتجاوز هذا القصور ، ومتمنياً بأن تسعى المؤسسات المختصة الحكومية وغير الحكومية ذات الإمكانيات الكبيرة الى تجاوز حالتها الغير مرضية في هذا المجال ، والتخلي عن اعتماد الشكل الإخباري كشكل رئيسي وأوحد ، والنهوض بدورها الإعلامي بما يميزها عن الآخرين ذوي الإمكانيات البسيطة ، وتقديم ماهو متميز من دراسات وكتب وقصص وتقارير بلغات مختلفة .

 

وفي ختام تقريره ناشد فروانة كافة المؤسسات المختصة بشؤون الأسرى والمواقع المختصة ووسائل الإعلام المختلفة ، لتقييمها برامجها ودورها الإعلامي تجاه قضية الأسرى ، والسعي من أجل تجاوز القصور وتطوير الآداء بما يخدم الرقي بقضية الأسرى وتفعيلها على الصعيد الإعلامي .

وأوضح فروانة بأنه بصدد إصدار الجزء الثاني من هذا التقرير بعد بضعة أيام ، والذي سيتضمن جملة من الاقتراحات العملية المقدمة لكافة وسائل الإعلام لتفعيل قضية الأسرى .

 

 

الجزء الثاني