فروانة : ملف مبعدي كنيسة يجب أن يغلق بضمان عودتهم أحياء

 

غزة-23-3-2011- قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، بأن ملف مبعدي كنيسة المهد المؤلم يجب أن يُغلق بضمان عودتهم أحياء وسيراً على الأقدام إلى بيوتهم وأحبتهم ومكان سكناهم في بيت لحم بعد مضي قرابة تسع سنوات على ابعادهم .

مضيفاً : بأن معاناتهم تتفاقم يوماً بعد يوم ، وأوضاعهم النفسية والاجتماعية تزداد سوءً عام بعد عام ، فيما أن الكثيرين منهم فقدوا آبائهم أو أمهاتهم ، أو بعض أحبتهم خلال فترة إبعادهم دون أن يسمح لهم بالقاء نظرة الوداع الأخير .

وأوضح فروانة بأن سياسة " الإبعاد " تعكس استهتاراً بحقوق المدنيين الفلسطينيين وهي عقوبة غير مشروعة وغير قانونية وتمثل عقاباً فردياً وجماعياً للمبعدين وذويهم وهي سياسة محظورة وفقاً للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة والتي اعتبرت " الإبعاد أو النفي القسري  من الأراضي المحتلة إلى أراضي الدولة التي تحتلها أو إلى أراضي أي بلد آخر، سواء محتلاً أم لا، ممارسة محظورة بصرف النظر عن دوافعه " فيما قانون روما الأساسي ' لمحكمة الجنائية الدولية ' اعتبر إبعاد جزء من سكان الأراضي المحتلة أو جميعهم، سواء داخل أراضيهم أو خارجها، على أيدي قوة الاحتلال، بأنه جريمة حرب ،  مما يستدعي ليس فقط وقفها وعودة المبعدين ، بل وأيضاً ملاحقة مقترفيها ومحاسبتهم ، وتعويض من تم ابعادهم  .

معتبراً  أن سياسة الإبعاد والنفي القسري ، هي جزء أساسي من سياسة حكومة الاحتلال في تعاملها مع الفلسطينيين منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية وطبقتها بشكل فردي وجماعي ، وهي تحظى بمباركة ومصادقة كافة مركبات النظام الإسرائيلي وأبعدت بموجبها آلاف المواطنين والنشطاء والأسرى ، أو أقربائهم ، وذوي بعض الاستشهاديين بعد موت أبنائهم ، كعقاب جماعي وفردي لهم ولذويهم .

 

جاءت تصريحات فروانة هذه في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أحد مبعدي كنيسة المهد " عبد الله داوود " ( 48 عاماً ) والذي وافته المنية في مثل يوم غد ( 24-3 ) من العام الماضي في المستشفى العسكري في العاصمة الجزائرية بعد خضوعه لعملية جراحية بالقلب .

 

الاحتلال يُبعد ( 39 ) مواطناً احتموا داخل كنيسة المهد في بيت لحم

     وذكر فروانة بأن سلطات الاحتلال كانت قد أبعدت في العاشر من مايو / آيار 2002 ، تسعة وثلاثين مواطناً فلسطينياً احتموا داخل كنيسة المهد في بيت لحم، وفقاً لاتفاقية فلسطينية – إسرائيلية ، من أجل إنهاء حصار قوات الاحتلال للكنيسة والذي استمر لمدة ( 40 يوماً ) ، دون الإعلان أو الكشف عن بنود وتفاصيل تلك الاتفاقية، وأن هذه الاتفاقية والموافقة ( لا ) تمنح الشرعية للإبعاد باي حال من الأحوال .

حيث أن ( 13 ) مواطناً منهم تم إبعادهم إلى خارج البلاد ووزعوا على عدة دول أوروبية بمن فيهم الشهيد " داوود " ، و( 26 ) مواطناً منهم أبعدوا إلى قطاع غزة ، ولم يُسمح لأي منهم بالعودة إلى دياره وذويه حتى الآن سوى المبعد ( عبد الله داوود ) الذي عاد مستشهدا محمولاً على الأكتاف ليدفن في مسقط رأسه بمخيم بلاطة بنابلس .

ودعا فروانة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والجهات السياسية أيضاً ، إلى تفعيل دورها وايلاء هذه القضية مزيداً من الإهتمام ، والتضامن الفعلي مع المبدعين ومشاركتهم في فعالياتهم وأنشطتهم المختلفة الهادفة إلى ابراز قضيتهم ، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية ، بما يكفل ويضمن عودتهم و إغلاق هذا الملف المؤلم بعد أن مضي عليه قرابة تسع سنوات .

يُذكر بأن مبعدي كنيسة المهد في غزة والدول الأوروبية قد دعو ووسائل الإعلام المختلفة ، لتغطية الاعتصام والوقفة التضامنية في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد المبعد " عبد الله داوود " وذلك يوم غد الخميس أمام مقر الأمم المتحدة خلف قصر الحاكم في حي الرمال الجنوبي بمدينة غزة ، الساعة العاشرة صباحا ، وسيتخلل الاعتصام مؤتمر صحفي وتسليم رسالة لمدير مقر الأمم المتحدة في غزة موجهة للامين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون يطلبونه فيها بتحمل مسؤولياته والدفاع عن حقوق الإنسان وإنهاء معاناة المبعدين في غزة والدول الأوروبية التي خالفت القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية .