فروانة يوجه رسالة الى المعتقل الإداري/ خضر عدنان فك الله أسره
مفجر معركة الأمعاء الخاوية في السنوات الأخيرة

 

أخي المجاهد /خضر عدنان حفظه الله
تحية حارة وبعد،

أعلم أنك لن تتمكن من قراءة كلماتي هذه بفعل السجن والقيود، لكنني على يقين بأن هناك من سيقرأها وسينقلها لك، وآمل أن تسمعني جيداً.

 

أخي الفاضل/ لقد قرأت قبل قليل خبر نشرته "اذاعة الأسرى" يفيد بأنك تلوح بالإضراب عن الطعام اذا أقدمت سلطات الاحتلال على تجديد الاعتقال الإداري لك مطلع الشهر القادم.!
وأنا هنا وتعقيبا على ذلك أنصحك بعدم الاقدام على هذه الخطوة منفردا في هذا الوقت. إذ ليس كل ما نجح في تحقيقه المرء في الماضي ، يمكن له أن يكرره في الحاضر أو في المستقبل بنفس القدر، فالظروف تتغير وعوامل كثيرة تلعب دورا في النجاح والفشل. وربما يفسد المرء اليوم ما حققه من نجاحات في الماضي.

ولمجرد التلويح بالإضراب والترويج لهذا التلويح ، فأنت تصبح ملزم بخوض الإضراب في حال تم التجديد لك. وان لم تخض الإضراب. فسيسجل عليك تراجع. وانتبه الى ذلك.

 

وثانيا، أخشى أن تدفعك الإدارة الى هذا الخيار كي تغير الصورة الرائعة التي رسمتها في أذهان اخوانك الأسرى وشعبك المحب لك، كمفجر لمعركة الأمعاء الخاوية في السنوات الأخيرة ومؤسس للانتصارات الفردية، وتكسر بذلك النموذج البطولي الذي حفرته في اذهان شعبك وفي سجلات الحركة الأسيرة، وفي هذه الحالة لست وحدك الخاسر وانما جميعنا كفلسطينيين. فأنت لم تعد تخص ذاتك أو حزبك. أنت تخصنا جميعا.

 

ثالثا: أنا أؤمن أن الحق ينتزع ولا يوهب، وأن ما حققه الأسرى على مدار العقود الماضية أنتزع بفعل نضالات وتضحيات الحركة الأسيرة، وأن الإضراب عن الطعام هو شكل من أشكال المقاومة السلمية والمشروعة، وأن من حقك ومن حق غيرك من الأسرى خوض الإضراب عن الطعام في وجه سياسة الاعتقال الإداري. ولكنني آمل أن يتم ذلك في سياق الفعل الجماعي والخطوات موحدة، أو على الأقل من جميع المعتقلين الإداريين دون استثناء وفي مقدمتهم النواب. وذلك بعدما تنضج الظروف وتتوفر عوامل النجاح والانتصار، وبما يساهم في وضع حد لسوء استخدام إسرائيل للاعتقال الإداري.

 

رابعا: من خلال قراءتي للمشهد الاعتقالي أعتقد أن تحديات كبيرة تنتظر الحركة الأسيرة خلال الفترة المقبلة، أبرزها الدفاع عن ذاتها وتاريخها وانجازاتها والحفاظ على مكانتها، فآمل أن تواجهوا هذه التحديات بشكل جماعي وموحد.

 

خامسا: تأكد تماما بأنك في الوقت الذي تقرر فيه خوض الإضراب بشكل فردي أو مجموعاتي مع عدد من اخوانك، وفي أي وقت تقرره،  ستجدنا سندا لك، حتى وان خالف ذلك قناعاتنا وآرائنا. نحن ملزمون بمساندتكم ونصرتكم والدفاع عنكم ودعم كل خطواتكم في مواجهة السجان. أكانت خطوات فردية أم جماعية . هذا التزام وطني وديني وأخلاقي تجاهكم وتجاه قضية نحن وأنتم جزء منها. ونأمل لكم التوفيق والانتصار دوما. فمعركتكم هي معركتنا وانتصاركم هو انتصار لنا جميعا ولشعبنا العظيم.

 

مع فائق احترامي وتقديري وتمنياتي لك بالحرية عاجلا غير آجل

 

أخوكم
عبد الناصر فروانة

أسير محرر ومختص بشؤون الأسرى

21-4-2015