فروانة : غالبية من مروا بتجربة الإعتقال ينتمون للطبقة العاملة

وأن أكثر من 60% من الأسرى هم عمال


غزة -1-5-2011 - قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأن غالبية الفلسطينيين الذين مروا بتجربة الإعتقال منذ العام 1967 ولغاية اليوم كانوا ينتمون للطبقة العاملة ، وأن أكثر من 60 % من الأسرى الذين لا يزالوا في سجون الإحتلال هم من العمال والكادحين

وأضاف : بأن العمال كانوا وما زالوا هم وقود الثورة الفلسطينية ، وعماد المجتمع الفلسطيني ، وبناة الدولة الفلسطينية ، والأكثر تميزاً بنضالاتهم وعطائهم وتضحياتهم ، وأنهم دوماً طليعة متقدمة في ساحة النضال والمواجه في كافة الظروف والأزمنة ، ورفدوا الثورة الفلسطينية بصورة عامة ، والانتفاضتين الأولى والثانية بصورة خاصة برموز بارزين وقادة مميزين، وجنود رائعين ، وشكَّلوا البنيان الأساسي للحركة الوطنية الأسيرة .

وتابع : انخرطوا في النضال بكافة أشكاله من أجل تحرير فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من دنس الإحتلال الإسرائيلي ، ومن أجل القضاء على كل أشكال الظلم والإضطهاد والقهر التي مارسها ولا يزال يمارسها الإحتلال ، وتحقيق حياة كريمة في وطن حر يُكفل للإنسان فيه حريته وكرامته وقوت أبنائه بشرف ودون ابتزاز أو ملاحقة ، فهم من أدركوا مبكرا أن الخلاص من الظلم والإضطهاد ، يبدأ بالخلاص أولا من الإحتلال وافرازاته وأدواته القمعية ، فكانوا فعلاً وقوداً للثورة وعصبها وزادها الحقيقي  .

وأشار بأنه وفي أحياناً كثيرة اعتقلوا وهم في طريقهم لكسب قوت أبنائهم وأسرهم وتعرضوا لتعذيب قاسي وزجوا في سجون ومعتقلات الإحتلال لشهور وسنوات ، وفي كثير من الأحيان تم الضغط على العمال وهم في طريقهم للعمل ، وابتزازهم ومساومتهم بالعمل لصالح سلطات الاحتلال وتقديم معلومات عن عناصر المقاومة ، مقابل منحهم تصاريح عمل والسماح لهم بالعمل للحصول على لقمة العيش

وأكد فروانة على أنه من حق الطبقة العاملة الفلسطينية أن تحتفي بهذه المناسبة كباقي عمال العالم ، وأن تحيا حياة آمنة بعيدة عن الظلم والإضطهاد والإستبداد ، في وطن حر وبلا سجون وقضبان ، بلا حواجز وجدار الفصل العنصري ، بلا استيطان وحصار ، حياة تسودها الحرية الحقيقة والعدالة الإجتماعية ويُكفل فيها العمل بحرية وكرامة دون حرمان أو ابتزاز  .

وفي سياق متصل، أوضح فروانة بأن الطبقة العاملة الفلسطينية لاسيما في قطاع غزة هي الأكثر ضرراً وبؤساً وأوضاعهم الإنسانية هي الأكثر تدهوراً ، جراء الحصار الخانق منذ سنوات ، وانعدام المشاريع التشغيلية وفرص العمل ، وتدمير مئات من المصانع ، واستشراء البطالة ، وتفكك النسيج الاجتماعي جراء " الانقسام " ،  وأن  نسبة كبيرة منهم يعيشون تحت خط الفقر في أوضاع مزرية  يرثى لها ، في ظل مستقبل مجهول .

مؤكداً وجود بينهم آلاف من الأسرى السابقين وممن أمضوا فترات مختلفة في الأسر ، وهؤلاء شأنهم شأن الآخرين ينضمون منذ سنوات طويلة إلى " جيش العاطلين عن العمل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها القطاع واستشراء " البطالة " ، أو بسبب عدم قدرة بعضهم على العمل لأسباب صحية تعود للسجن وآثاره ، وهؤلاء بحاجة إلى اهتمام ورعاية ومساعدات عاجلة توفر لهم لقمة العيس بحدودها الدنيا.

وناشد فروانة الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص بالعمل الجاد من أجل رعاية الأسرى السابقين ممن ينتمون لطبقة العمال والكادحين و( لا ) يتلقون أية مساعدات مادية أو عينية ، وتوفير وسائل الدعم والمساندة لهم على كافة الصعد ، وإدراجهم ضمن الفئات الاجتماعية التي هي بحاجة لخدمات عاجلة و مساعدات اجتماعية ملحة  بما يوفر لهم الحد الأدنى من لقمة العيش والرعاية الصحية المجانية لهم ولأسرهم ويضمن لهم حياة كريمة بحدودها الدنيا تليق بتضحياتهم وتضع حد لمعاناتهم المتواصلة .

داعيا الأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالوقوف أمام مسؤولياتهم الإنسانية والإغاثية وتفعيل دورها تجاه العمال عموماً بما يتناسب وحجم الكارثة التي يعيشها الفلسطينيون عموماً والعمال خصوصاً ، والعمل على ازالة كابوس الظلم والقهر الذي يتعرض له العامل الفلسطيني في فلسطين ، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة .

 

عبد الناصر فروانة

أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى

مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية

0599361110

Ferwana2@yahoo.com

الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org