في الذكرى الـ19 لإستشهاد الأسير المقدسي مصطفى العكاوي

فروانة يشيد بتجارب الصمود في التحقيق ويدعو لتوثيقها والإستفادة منها   

 

القاهرة – 13-2-2011 – أشاد الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، بتجارب الصمود والإنتصار الفردية والجماعية التي سُطرت في أقبية التحقيق بسجون الإحتلال الإسرائيلي رغم كل ما يُمارس ويقترف من صنوف تعذيب وقمع واذلال ضد المعتقلين هناك .

مناشداً كافة الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية بتوثيق تجاربها وتجارب غيرها ، الفردية والجماعية وتعميمها ألكترونياً أو مطبوعاً ، وأن لا تبقى تلك التجارب حكراً لها أو مأسورة في ذاكرة بعض قيادتها وأعضائها واصدقائها ، بما يمّكن الجميع لا سيما رجال المقاومة وممن هم معرضين للإعتقال والكل معرض ، من الاستفادة منها والحد من الإعترافات وتقديم المعلومات المجانية الى رجال المخابرات الإسرائيلية .

ودعا فروانة تلك الفصائل إلى إعادة النظر في ثقافتها وبرامجها التعبوية وآليات صقلها لعناصرها وتعاملها مع هذا الموضوع ، بما يؤسس لمنظومة متكاملة تجمع ما بين ثقافة النضال والاستشهاد والاعتقال في آن واحد ، مع التركيز على أهمية الصمود في أقبية التحقيق في حال الاعتقال ، بما يضمن اعادة الإعتبار لثقافة الصمود وشعار " الاعتراف خيانة " ومحاسبة كل من يعترف ويقدم معلومات مجانية عن المقاومة ورجالها وأدواتها ، كضرورة ملحة لوضع حد لاعترافات بعض الأسرى وانهيار بعضهم الآخر وتقديمهم معلومات مجانية للاحتلال ، قادت إلى اعتقال رموز وأفراد ومجموعات كبيرة من المناضلين ،  وكلفت بعضهم السجن المؤبد أو لعشرات السنين .

 مطالباً في الوقت ذاته الأسرى ورجال المقاومة المبادرة في البحث عن آليات لتثقيف ذواتهم وصقل أنفسهم وتسلحهم بما يقيهم ويجنبهم من الوقوع في أخطاء التحقيق وتقديم الإعترافات .

مؤكداً على ضرورة إعادة الاعتبار

في الذكرى الـ19 لإستشهاد الأسير مصطفى العكاوي

جاءت تصريحات فروانة هذه في بيان وزعه في الذكرى الـ 19 لإستشهاد الأسير المقدسي " مصطفى عبد الله العكاوي " في أقبية التحقيق باعتباره رمزاً من رموز الصمود والإنتصار داخل أقبية التحقيق ، ونموذجاً يحتذى لكافة المناضلين بعد أن حقق مجداً وانتصاراً لايقل شأناً عن المجد والإنتصار الذي حققه مع اخوانه ورفاقه في ساحة النضال الأرحب قبل الإعتقال .

وذكر فروانة بأن الشهيد الأسير " العكاوي " ، اعتقل عدة مرات وكان آخرها بتاريخ 22-1-1992 ، وذلك من منزله في ضاحية البريد شمال القدس ، في اطار حملة هي الأشرس والأوسع لأعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وكان عمره آنذاك ( 35 عاماً ) ومتزوج وله ابن واحد اسمه عبد الله .

وتعرض " عكاوي " لأبشع وسائل التعذيب من أجل انتزاع اعتراف منه او معلومات عن رفاقه ، لكنه صمد ولم يستسلم ، وصان شرف الثورة وشرف تنظيمه ورفاقه ، وشكل نموذجاً رائعاً في الصمود ، كما كان قبل الإعتقال ، وفضّل صون شرف المقاومة على الإعتراف ، واختار المضي بالصمود حتى الشهادة على الإنهيار والإستسلام ، ليلتحق بقافلة شهداء الحركة الأسيرة في زنازين سجن الخليل في الرابع من شباط/ نوفمبر عام 1992 ، عملاً بمقولة الثوري الأممي فوتشيك " اذا كان ولابد من التضحية لأجل الوطن ، فلنضحي بالحياة وليس الشرف " ، .

وفي السياق ذاته قال فروانة بأن تجربة " العكاوي " والتجارب الأخرى الرائعة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن المعتقل إذا ما بنيَّ وصُقل جيداً تحت شعار " النصر أو الشهادة " ، وتسلح بارادة قوية وعزيمة أقوى ، وتربى على ثقافة الاعتقال والصمود ، وتشرب فلسفة المواجهة وراء القضبان ، يستطيع الصمود في وجه المحقق والسجان وما يملكه من اسلحة ، وتحقيق الإنتصار عليهم وصون أسرار رفاقه الثوار وعدم البوح بما يمس بالمقاومة وديمومتها .

" اسرائيل " هي الدولة الوحيدة التي سرّعت التعذيب

مضيفاً بأن " اسرائيل " هي الدولة الوحيدة في العالم التي شرعّت التعذيب في سجونها ومنحت مقترفيه الحصانة القانونية والقضائية ، وابتدعت ومارست أكثر من ثمانين شكلاً للتعذيب الجسدي والنفسي ، بهدف انتزاع الإعترافات من المعتقلين وتحطيم معنوياتهم وكسر ارادتهم والقضاء على احلامهم وابقائهم في سجونها لسنوات طويلة ، والتسبب بأمراض وعاهات مستديمة لدى بعضهم ، إلا أن الحركة الأسيرة استطاعت أن تتصدى لهذه الممارسات قدر المستطاع ، وسجلت تجارب فردية وجماعية رائعة في الصمود والإنتصار ، فيما استشهد في أقبية التحقيق جراء التعذيب القاسي أكثر من ( 70 ) أسيراً منهم على سبيل المثال لا الحصر الشهيد الأسير قاسم أبو عكر ، ابراهيم الراعي ، عطية الزعانين ، خالد الشيخ علي ، عبد الصمد حريزات ، مصطفى عكاوي وغيرهم .

مؤكداً بأن جميع من مروا بتجربة الإعتقال بمن فيهم الأطفال والنساء والمرضى والشيوخ تعرضوا للتعذيب الجسدي أو النفسي ، مما تسبب للمئات منهم بأمراض جسدية ونفسية لا يزالوا يعانون منها .

ودعا فروانة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية ، المحلية والإقليمية والدولية ، الى التحرك الجاد والتدخل العاجل لوقف التعذيب المميت الممارس في سجون الإحتلال الإسرائيلي والذي كان سبباً مباشرة لإستشهاد العشرات واصابة المئات بأمراض مختلفة .

 

عبد الناصر فروانة

أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى

مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية

0020164119321

Ferwana2@yahoo.com

الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

يذكر بأن فروانة كان قد شارك في مؤتمر الأسرى في المغرب الذي عقد بتاريخ 21-1-2011 وأثناء عودته لقطاع غزة عبر القاهرة اندلعت الأحداث هناك وأغلق معبر رفح ، ولا يزال في القاهرة ويتابع أخبار الأسرى قدر الإمكان فيما لم يتمكن من تحديث موقعه الشخصي " فلسطين خلف القضبان "