خلال ندوة نظمتها مهجة القدس في غزة

تسجيل 1266 حالة اعتقال للأطفال في العام الماضي

المطالبة بتفعيل الاشتباك القانوني والدبلوماسي للافراج عن الأطفال الأسرى

غزة - الحياة الجديدة -12-2-2015- نفوذ البكري - أكد حقوقيون وباحثون أهمية تفعيل الاشتباك القانوني والدبلوماسي لحماية حقوق الأسرى والافراج عنهم خاصة الأطفال منهم الذين يتعرضون لمختلف أشكال التعذيب والمحاكمات غير العادلة وحرمانهم من حقوقهم الانسانية.
جاء ذلك في الندوة التي نظمتها مؤسسة مهجة القدس أمس حول الانتهاكات الاسرائيلية للأطفال الأسرى «ملاك الخطيب» نموذجا بمشاركة العديد من الفعاليات الحقوقية والباحثين والمهتمين بقضية الأسرى


وأشار الناطق الاعلامي لمؤسسة مهجة القدس ياسر صالح الى ان قضية الأسرى تتطلب من مؤسسات حقوق الانسان توفير الحماية للأطفال الأسرى في ظل ما يتعرضون له من التعذيب والاساءة اللفظية والتحرش الجنسي واعتقالهم مع الجنائيين وحرمانهم من حقوقهم الانسانية.


وقال عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الانسان ان ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات اسرائيلية يأتي في اطار جرائم الحرب المنظمة لا سيما وأن التعذيب تم حظر استخدامه بصورة مطلقة في القوانين الدولية وبالتالي فان ما يتعرض له الأسرى يعرضهم للموت البطيء كما أنهم في حالة من الاشتباك الدائم مع الاحتلال.
وطالب فعاليات العمل الاجتماعي والوطني بالتخطيط السليم لتبقى قضية الأسرى على أجندة العمل اليومي.


وأكد مدير دائرة التدريب ببرنامج غزة للصحة النفسية د. سمير زقوت أن الأطفال يتم اختطافهم وليس اعتقالهم لا سيما وأن هذا الاختطاف يتم من المدارس والملاعب والبيوت على أيدي سلطات الاحتلال مشيرا الى أن الاحتلال اختطف الطفلة ملاك الخطيب وادعى الضابط الاسرائيلي بأنها قوية وتهدد أمن اسرائيل.
واستعرض والد الطفلة المعتقلة ملاك الخطيب خلال كلمته عبر الهاتف كيفية اعتقال ابنته بعد تقديمها امتحان اللغة الانجليزية وفي طريق عودتها للبيت واخضاعها للتحقيق واتهامها بالقاء الحجارة وقطع الطريق وحمل السكين مشيرا الى الحكم عليها بشهرين وغرامة بقيمة 6 آلاف شيقل مؤكدا أن العائلة شاهدتها في يوم المحاكمة وهي مكبلة الأيدي والأرجل ولم يتم ادخال الملابس اللازمة لها.


وأكد عبد الناصر فروانة الباحث المختص بشؤون الأسرى أهمية عدم الفصل بين اختطاف الأطفال بمعزل عن السياسة الاسرائيلية التي تستهدف الطفولة اذ لا تميز اسرائيل بين الأطفال والكبار كما أنه منذ انتفاضة الأقصى اعتقل الاحتلال أكثر من عشرة آلاف من الأطفال بمعدل 700 حالة سنويا ما بين 12-18 سنة.


وأضاف أنه خلال السنوات الأربع الأخيرة صعدت اسرائيل من سياسة استهداف الأطفال حيث تم تسجيل 3755 حالة اعتقال بمعدل 900 حالة سنويا وفي العام الماضي فقط تم تسجيل 1266 حالة لأطفال دون سن الثامنة عشرة.


وأوضح فروانة أنه بالنسبة لاجمالي الأطفال المعتقلين من القدس بالنسبة للعدد الكلي للأطفال الأسرى فبلغت نسبتهم 55.3% كما يوجد 37 حالة من الأطفال المقدسيين صدر بحقهم الابعاد عن منازلهم و253 حالة صدرت بحقهم السجن المنزلي وحول عائلات الأطفال الى سجانين لهم.


وأكد فروانة أن الشهادات التي تصل عبر المحامين تؤكد جميعها أن كافة الأطفال الأسرى تعرضوا للتعذيب النفسي والجسدي وتم تهديدهم وابتزازهم في المستوطنات التي تحولت لمراكز اعتقال والتعذيب وانتزاع الاعترافات وتقديمها كمستندات لادانة الأطفال في المحاكم الاسرائيلية العسكرية كما أن صدور الأحكام يتم حسب التوجهات السياسية والأمنية وترتبط بالواقع الميداني ولا براءة للأطفال في المحاكم العسكرية سيما وأنه تبين أن 95% من حالات الحكم لم تصدر حكم البراءة للأطفال وانما التعذيب كما أن نفس النسبة ارتبطت بفرض الغرامة المالية وهو شكل من أشكال الابتزاز وعبء اقتصادي على عائلات الأطفال.
وشدد فروانة على ضرورة ابقاء ملف الأطفال الأسرى على سلم الأولويات لا سيما وأن الطفلة ملاك الخطيب لن تكون الطفلة الأخيرة في الاعتقال.

هذا وتخلل الندوة تقديم العديد من المداخلات التي أكدت ضرورة التدخل العاجل على كافة المستويات وتفعيل الاشتباك الدبلوماسي والقانوني لحماية حقوق الأسرى والافراج عنهم.

http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=254937&cid=3563