فروانة : قائمة الأسرى المنوي الإفراج عنهم جاءت مخيبة للآمال ولا تلبي الحد الأدنى من آمالنا

مساء الإثنين - 24 سبتمبر  2007

 

غزة – فلسطين 24-9-2007- أكد الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة شؤون الأسرى والمحررين اليوم ، أن قائمة الأسرى التي نشرتها ادارة مصلحة السجون اليوم والمنوي الإفراج عنهم خلال شهر رمضان ، جاءت مخيبة للآمال ولا تلبي الحد الآدنى من طموحاتنا .

معرباً عن قناعته بأن القائمة أعدت من طرف واحد ووفقاً للمعايير الإسرائيلية المجحفة ، دون اشراك الجانب الفلسطيني الذي رفض مراراً تلك المعايير .

واضاف فروانة قائلاً : على الرغم أن تلك الإفراجات تأتي " كباردة حسن نية "  بمناسبة شهر رمضان الفضيل ، إلاَّ أننا وبكل تأكيد نرحب  بالإفراج عن أي أسير مهما كانت فترة محكوميته ، و مهما كانت الفترة المتبقية له ، لأن تحرره يعني وضع حد لمعاناته داخل الأسر ولمعاناة أسرته ، لكننا في الوقت ذاته  نتألم لاستمرار بقاء الآلاف من أبناء شعبنا خلف القضبان .

وأكد فروانة أنه ومع كل الإحترام للصورة المؤثرة التي سنشاهدها خلال الإيام القادمة والتي ستنقلها العديد من وسائل الإعلام امختلفة حينما نرى الأسرى المفرج عنهم يعانقون ذويهم وأحبتهم ، إلاّّ إننا قد لا نرى بالمقابل صور لآلاف الأمهات وهن يذرفون الدموع حسرة وحزناً ، لأن أبنائهم ليسوا ضمن المفرج عنهم .

وقدم مدير دائرة الإحصاء بوزراة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة  قراءة سريعة لقائمة الأسرى التي نشرت اليوم والمنوي الإفراج عنهم خلال أيام فذكر أن إجمالي عدد المنوي الإفراج عنهم ( 91 أسير ) منهم ( 29 أسيراً ) من قطاع غزة والباقي ( 62 أسيراً ) من الضفة الغربية ، وغالبيتهم العظمى من حركة فتح ، وقلة من الجبهتين الشعبية والديمقراطية .

واعتبر فروانة أن هذا العدد هو ضئيل جداً جداً ويشكل أقل من 1% من العدد الإجمالي للاسرى الذي فاق عددهم عن 11000 أسير ، وهذا شكل خيبة أمل لأهالي الأسرى الذين علقوا آمالاً كبيرة على الإفراجات السياسية .

كما وأكد فروانة على أن جميع من سيفرج عنهم أعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت بتاريخ 28 سبتمبر 2000 ، بمعنى خلت القائمة من الأسرى القدامى ولم تشمل أي من الأسرى المعتقلين منذ ما قبل أوسلو أو الذين أمضوا أكثر من عشرين عاماً ،  وأقدم أسير شملته القائمة معتقل منذ 23/2/2001 .

وأشار فروانة الى أن القائمة خلت من القيادات السياسية باستثناء القائد ركاد سالم ( 63 عاماً ) أمين عام جبهة التحرير العربية والمعتقل منذ 2/10/2002 وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات متبقي له  ثلاث سنوات .

وحول الفترة المتبقية لأسرى المنوي الإفراج عنهم أشار فروانة إلى أن  55 % منهم متبقي لهم سنتان وما فوق ، حيث أن هناك ( 5 ) أسرى متبقي لهم ست سنوات ، و ( 11 ) أسير متبقي لهم خمس سنوات ، و ( 9 ) متبقي لهم أربع سنوات ، و( 13 ) اسير متبقي لهم ثلاث سنوات ، و ( 13 ) اسير متبقي لهم سنتان ، في حين أن ( 39 ) أسير ، أي  45 % يتحررون خلال العام القادم 2008 ، وأسير واحد فقط يتحرر خلال هذا العام 2007 .

أما بالنسبة لفترة الحكم فأشار فروانة الى أن جميعهم كانوا يقضون أحكاماً تتراوح من عام وحتى 12 عام ، وأن غالبيتهم قضوا أكثر من نصف محكوميتهم .

وتمنى فروانة لو أن القائمة شملت بعض الأسرى القدامى كما كان يتردد عبر وسائل الإعلام ، إلا أنها كما ذكر لم تتضمن أي من هؤلاء ، كما لم تتضمن أي من الأسرى الأطفال باستثناء أسير واحد من مواليد 9/12/1989 ، ومن كبار السن باستثناء ركاد سالم من مواليد 1944 ، أما الباقون فتتراوح أعمارهم ما بين 18-41 عاماً .

أما بالنسبة للأسرى المرضى المعروفين بمعاناتهم واصاباتهم بأمراض مزمنة  ، أكد فروانة أن القائمة لم تشمل أي منهم ، كما لم تشمل أي من النواب السابقين المعتقلين كالنائب حسام خضر ، أو النواب الحاليين والوزراء في الحكومات السابقة ، واشار فروانة إلى أن القائمة من أسرى القدس ومناطق 48 وأسرى عرب..

وأعرب فروانة عن أسفه لخلو القائمة من الأسيرات واللواتي وصل عددهن قرابة ( 110 ) اسيرة ويعانين من أوضاع صعبة ومعاملة قاسية .

وفي الوقت الذي أشاد فيه الباحث المتخصص بقضايا الأسرى بجهود الرئيس أبو مازن وحكومة رئيس الوزراء سلام فياض ، ووزارة الأسرى والمحررين ووزيرها أشرف العجرمي ، تلك الجهود التي تبذل من أجل تخفيف المعاناة عن الأسرى وذويهم واطلاق سراحهم ، إلاّ أنه ناشدهم لبذل مزيداً من الجهود من أجل تفعيل اللجنة الوزارية المشتركة الخاصة بالأسرى وتحرير المزيد منهم وفقاً لمعايير فلسطينية ، مؤكداً على رفضه للمعايير الإسرائيلية التي تهدف الى شق صفوف الحركة الأسيرة وتمزيق وحدتهم معتبراً أن الأسرى كانوا ولا زالوا نموذجاً للوحدة الوطنية ، وأعرب عن أمله بأن يرى  قريباً كافة الأسرى عائدين الى بيوتهم وذويهم .