أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

فلسطين - الاثنين -27-10-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

  " صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

صلابة أشد من القيد

 

 ( الحلقة 47 )

 

الأسير المقدسي/ خالد محمد شفيق طه

 

 

وُلد خالد في رحاب المدينة المقدّسة بتاريخ 24-5-1965 لعائلةُ من 13 فرداً، وما أن بلغ عمر الفتوّة واشتدّ عوده حتى انضمّ إلى صفوف المقاومة الفلسطينيّة، فالتحق بصفوف حركة التحرّر الوطنيّ الفلسطينيّ (فتح) في أوائل الثمانينيات، وقد اضطّرته ظروف الأسرة وانخراطه في صفوف المقاومة إلى ترك المدرسة باكراً بعد أن حصل على شهادة الصفّ الثالث الإعداديّ، نَشِطَ خالد في صفوف حركة فتح وشارك في عددٍ من عمليّاتها ضدّ الاحتلال، ومع انطلاق الانتفاضة الأولى في 8-12-1987 كثّف خالد من عمله المقاوم حتى أصبح من أبرز ناشطي المقاومة في القدس، وقد وضعه هذا الأمر في دائرة استهداف الاحتلال الذي تمكّن من اعتقاله في 18-1-1988.  

 

تعرّض خالد في الفترة الأولى من سجنه  لتعذيب نفسيٍّ وجسديٍّ شديد استمرّ لأكثر من شهرين، رأى فيها الويلات وذاق أصناف العذاب ألواناً، حتى أصيب بأزمةٍ صدريّة, وارتخاءٍ في الأعصاب وآلامٍ في الأذنين ومشكلةٍ في السمع، نتيجةً لظروف الاعتقال شديدة السوء والضرب المستمرّ على الرأس والوجه خلال التعذيب، بعدها أصدر الاحتلال حكمه على خالد بالسجن مدى الحياة، بتهمة الإنتماء لحركة التحرّر الوطني الفلسطيني (فتح)  والمشاركة في عمليّات ضد الإحتلال.

 

أكثر من عشرين عاماً أمضاها خالد خلف قضبان المحتلّ جعلته واحداً من أقدم أسرى الحريّة، ذاق خلالها وعائلته شدّة القيد ولوعة الفراق، عشرون عاماً كأنّها الدهر، تصفها لنا أمّ خالد قائلةً والدموع تلمع في عينيها "منذ اعتقال ولدي خالدي وعيشتي كلها مرار ومعاناة تزداد يوماً بعد يوم، فقد أصابني كل المرض منذ فراقه، وفي كلّ مناسبةٍ نفتقده، وبالرغم من ضعف جسمي واستخدامي العكّاز في السير إلا أني مصرّة على زيارته في كل موعد زيارة ، حتى لو كنت مريضة أشعر أني شفيت عندما يحين موعد الزيارة  ، فالزيارة مهمة جدا لي فنحن أمل الأسرى، الذي يُنير لهم عتمة الزنازين".

 

وأضافت "أحمل صورة خالد في صدري منذ أكثر من 20 عاماً في العقد الذي أرتديه،  ليبقى موجوداً معي في كلّ مكان ليس للذكرى فهو محفور بذاكرتي وقلبي ووجداني فهو مهجة قلبي"، وتبدّدت دموعها فجأةً  وحلّت محلّها ابتسامةٌ متعبة، عندما أخذت تستعرض الأشغال اليدويّة التي صنعها لها خالد من داخل سجنه، خاصّةً مجسّم القلب الأحمر الذي تقول إنّه الأعزّ لقلبها.

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org