أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

فلسطين - الخميس -2-10-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

صلابة أشد من القيد

الحلقة (42 )

الأسير المقدسي /  نبيل خضر زيادة

قمة التحدي

منذ 18 عامًا لم تتوقف والدة الأسير نبيل زيادة عن الدعاء له في نهاية كل صلاة، وفي دعائها تقول " الله يفرجها عليك ويفك أسرك".

وأضافت" لقد حرمت من إبني منذ 18 عامًا وعندما يخطر على بالي آخذ بالبكاء، لقد اعتقل صغيرًا وخطف من بين يدي وهو أصغر أولادي ."

وتابعت " كنت قبل إعتقاله أشعر بالقلق عليه، ودومًا أوصيه أن لا يروح ولا يجيء وكأن قلبي شعر بالخطر عليه، كل هذا الخوف ولم أكن اعرف ماذا يعمل في الخفاء ".

ولد الأسير نبيل خضر زيادة  بتاريخ 24-8-1972، واعتقل بتاريخ 15 – 7 – 1990، ووجهت له تهمة قتل العميل أبو حمدان، فصدر بحقه حكمًا يقضي بسجنه 20 عامًا  قضى منها حتى الآن 18 عامًا.

وقالت شقيقته نبيله " عند إعتقال ناصر صديق شقيقي أصبح نبيل يترقب إعتقاله في أي لحظة، وكان يوميًا يرتدي ملابسه وينتظر متى يأتي دوره في الاعتقال، وبعد نحو أسبوع لمح سيارة جيش قادمة للمنزل فهرب من المنزل بإتجاه مستوطنة ريخس شعفاط، بعدها فوجئنا بقوات كبيرة تحاصر المنطقة والمنزل حيث طرقوا باب المنزل بشدة، واقتحموا المنزل ثم صعدوا على سطحه، وعندما لم يجدوه سألونا أين نبيل فقلنا لهم ليس هنا لقد ذهب مشوارًا، بعدها طلبوا منا أن يحضر صباح اليوم الثاني لمركز المسكوبية للتحدث معه، وعاد نبيل إلى المنزل متأخرًا، وفي صباح اليوم الثاني سلم نبيل نفسه، وكانت لحظات صعبة فلم نتوقع أن نبيل قام بقتل العميل أبو حمدان لأنه من النوع الكتوم، وعندما سمعنا أصوات الناس خارج المنزل تردد لقد قتل العميل أبو حمدان، ناديت حينها نبيل وقلت له لقد قتل أبو حمدان ولكنه لم يكترث وأجاب " وشو يعني ".

وأوضحت نبيله أنه منذ إعتقال نبيل والعائلة تعاني من توعد وإنتقام عائلة العميل أبو حمدان، فقد كانت العائلة مهددة بالانتقام والثأر، كما روجت إشاعات بنية السلطات الاسرائيلية هدم منزلنا، حينها تضامنت العائلات القاطنة في حي شعفاط مع عائلتنا حيث تواجدوا معنا في المنزل من أجل حراسته وحماية العائلة من أي عملية إنتقام، وبعد نحو شهرين من إعتقال نبيل إتصل بنا أحد الجيران وقالوا لنا أنهم شاهدوا قوات من الشرطة ترافق نبيل لموقع منزل العميل أبو حمدان من أجل إعادة تمثيل عملية القتل، وبعد الاتصال توجهنا إلى مكان المنزل لنرى نبيل لكننا لم نره .

فلذة الفؤاد المدلل

تحرص والدة الأسير المريضة على زيارته رغم أنها تعاني من مرض هشاشة العظام وتستخدم الكرسي المتحرك لدى زيارته، ولكن في أحيان كثيرة ومع اشتداد المرض لا تتمكن من زيارته حيث حرمت من زيارته لمدة ستة أشهر حين كان في سجن إيشل في بئر السبع، كذلك لم تتمكن من زيارته حين كان في سجن النقب الصحراوي، وفي سجن عسقلان لم تزره لمدة عام، وقد زارته والدته طوال فترة إعتقاله مرة واحدة زيارة خاصة قبل ثلاث سنوات في سجن الرمله وتم نقلها بسيارة خاصة بسبب مرضها وعدم قدرتها على السير مع العلم أن ظروف الزيارة سيئة للغاية بسبب التفتيش والانتظار والذل وزجاج الزيارة.

تقول والدة " من شدة قهري على إبني نبيل مرضت ومع مر السنين تفاقم مرضي، حتى أصبحت استخدم الكرسي المتحرك لدى زيارته، فلا أقدر على السير لوحدي حيث تقوم إبنتي نبيله بمساعدتي في السير، وعندما تدهور وضعي الصحي لم أعد أتمكن من زيارته، ربنا يفرج عنه وأنا على قيد الحياة".

ومعاناة والده لا تقل عن معاناة الوالده الذي يصف الزيارة بالمعاناة، يقول والده " عندما يأتي يوم الزيارة استيقظ من الساعة الثالثة فجرًا وأمشي سيرًا على الأقدام حتى أصل إلى مقر الصليب الأحمر، لقد عانيت كثيرًا من مشقة الزيارة والمشي مما اضطرني إلى عدم زيارته لمدة ستة أشهر، مع العلم أن نبيل قدم طلبًا لإدارة السجن من أجل نقله لسجن قريب من أهله، إلا أن إدارة السجن عمدت إلى نقله إلى سجن النقب الصحراوي ."

إلا أن المعاناة التي يشعر بها الوالدان تهون عند رؤية نبيل الأبن المدلل كما يصفه والده، يقول والده " قلبي يتلهف لرؤية إبني نبيل وعندما يحين موعد زيارته أشعر بسعادة كبيرة، فهو أصغر أولادي والمدلل".

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org