أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

فلسطين - الخميس -25-9-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

صلابة أشد من القيد

الحلقة (40)

الأسير المقدسي /  جهاد أحمد مصطفى عبيدي

حنين أم

اختلطت مشاعر والدة الأسير جهاد أحمد عبيدي ما بين الفرح والحزن عندما زارت إبنها زيارة خاصة، فلم تتمالك نفسها قائلة " لقد زرته أول مرة في المسكوبية وتأثرت جدًا ولم أقدر على تمالك نفسي، وأختلطت مشاعري بالفرح والحزن في آن واحد لمعانقتي جهاد من جهة ومن جهة أخرى لشعوري بالحزن على إستمرار إعتقاله رغم مرور أكثر من عشرين عامًا على إعتقاله ."

وأضافت " لم يسمحوا لي بزيارته ووالده في المسكوبية إلا بعد أن قدم جهاد التقارير الطبية لإدارة السجن على أنني مصابة بالفعل بمرض السرطان، وعندما رافقنا إبني زياد لإيصالنا للمسكوبية وشاهد شقيقه جهاد مد يده ليصافحه، إلا أن الشرطة رفضت أن يصافحه رغم أن جهاد مقيد اليدين والساقين ولا يبعد سوى متر واحد عن شقيقه زياد ."

وعلقت بحرقة وألم " لقد ولدته في عام 1967 وكنت أتمنى أن أفرح بأصغر أبنائي، وفجأة فقدته واعتقله اليهود وعذبوه، لقد ضحى بحياته وسنين عمره داخل السجن، ولكن إبني من النوع الذي يتحمل ويصبر".

وأضافت " لقد مر أكثر من عشرين عامًا على أسره كأنها مئة عام، لقد صبرنا كثيرًا، ولكن عزائنا أن سنوات عمره قدمها تضحية وضريبة للوطن وواجبًا عليه، فإذا لم يقدم الشباب للوطن من سيقدم، وأشعر بالشرف لنضال إبني في سبيل الوطن ."

جهاد الأسير

ولد الأسير جهاد أحمد عبيدي  بتاريخ 22-5-1967، واعتقل بتاريخ 22 – 1 – 1988 من بيت شقيقته، حيث حضرت الشرطة لمنزله وعندما لم يجدوه أخذوا والده ليريهم مكان إبنه، حينها صفعه أحد أفراد الشرطة على وجهه، فتوجه بهم إلى منزل إبنته وتم إعتقاله هناك، وتعرض للتعذيب في سجن المسكوبية لأكثر من شهر،  ووجهت له تهمة الإنتماء إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و13 محاولة قتل، منها طعن جنود مع مجموعة ياسين أبو خضير وخالد طه وسامر أبو سير ورولا دحو وعامر القواسمي، وقتل ضابط إسرائيلي عند مدخل حارة النصارى بالبلدة القديمة بالقدس، وتم إعتقال كافة أفراد المجموعة .

وعند محاكمته توجه مع أحد رفاقه للمحكمة وهم يضعون الكوفية التي تحمل علم فلسطين على اكتافهما، وعندما بدأت المحكمة رفضا الوقوف للقضاة، فطردوهما من المحكمة، وتم إصدار الحكم عليهما غيابيًا، فصدر بحقه حكمًا بالسجن الفعلي لمدة 25 عامًا، قضى منها حتى الآن أكثر من عشرين عامًا.

يقول والده: " لقد تعرض إبني جهاد للعديد من المضايقات داخل السجون الاسرائيلية، فقد عزل عدة مرات، منها مرتين عزل لمدة ستة أشهر بدعوى أنه كان يريد قتل عملاء داخل السجن، كما تم نقله من سجن لآخر بشكل تعسفي وبدون رغبته ."

ومنذ اعتقاله مكث الأسير جهاد في عدة سجون وهي المسكوبية، السبع، الرملة، شطة، عسقلان، أما الآن فهو يقبع في سجن هشارون.

شارك الأسير في كافة الخطوات النضالية التي يقودها الأسرى ضد مصلحة السجون من أجل تحسين أوضاعهم وظروف معيشتهم من خطوات احتجاجية أو اضرابات عن الطعام كان أبرزها اضرابات عام 1991، 1992، 1995، 1998، 2000، 2004، والتي استمر كل واحد منها أكثر من عشرة أيام وبعضها وصل الى قرابة العشرين يومًا.

جهاد أب

مازال والد الأسير جهاد عبيدي يواصل تحديه في الإصرار على المطالبة بالافراج عن ولده جهاد، ولم يتوانى لحظة واحدة عن المشاركة في كافة الاعتصامات التضامنية والفعاليات خاصة في الصليب الأحمر وبيت الشرق الفلسطيني والاحتجاجات أمام السجون الاسرائيلية وفي الشارع المقدسي .

يقول والده: " لقد شهدت قضية أسرى القدس إهمالا كبيرًا، ففي الوقت الذي يتوجب على السلطة الوطنية الإصرار على الافراج عنهم من السجون الاسرائيلية، حتى في صفقات التبادل لم يتم الافراج عنهم، في حين قدمنا للمحكمة عدة مرات من أجل الافراج عنه بعد إنتهاء ثلثي المدة ولكن لا يوجد أمل، ولكن املنا بالله كبير جدًا، وسنواصل نضالنا حتى الافراج عن جهاد وكافة الأسرى، فهو لا يغيب من ذاكرتنا لحظة واحدة، ولن ننساه فهو يعيش بيننا دوما" .

عائلة العبيدي تتبنى الأسير السوري سامر عطية والأسير السوداني موسى خميس

لم تقتصر زيارة والدي العبيدي على إبنهم جهاد ، فقد تبنيا أسيرًا سوريًا أسمه سامر عطيه أصله من صفد في فلسطين لمدة تبلغ نحو 12 عامًا، وقد تم الافراج عنه مع أسرى الدوريات العرب إلى مدينة غزة، وحاليًا هومتزوج ورزق بطفلتين وما زال يعيش في غزة .

كما تبنيا الأسير السوداني موسى خميس لمدة خمسة اشهر، وأطلق سراحه وأقام في غزة وفي أواخر عام 2007 انتقل للعمل في السلك الدبلوماسي لدى الممثلية الفلسطينية في السودان.

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org