أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع

 

صلابة أشد من القيد

الحلقة (38 )

الأسير المقدسي /  موسى محمد عكاري

الأسد في قبضة الضفادع

إعتقال الأسير موسى عكاري لم يكن له الأثر الكبير على والدته فقط، وإنما ترك فراغًا كبيرًا بين أشقائه لأنه أكبرهم.                                

يقول شقيقه إبراهيم: " لقد اعتقل موسى في ريعان شبابه وعمره 21 عامًا ونيف، حيث فقدناه من صغرنا ومن حينها تشتت شملنا ومزقت العائلة تمزيقًا صعبًا، حتى أن والدتي تأثرت كثيرًا وأصيبت بمرض القلب حتى توفيت ."

ولد الأسير موسى بتاريخ 3 – 3 – 1971، واعتقل بتاريخ 5 – 6 – 1993 حيث تم حصار مخيم شعفاط وشارع عناتا الرئيسي من جميع الجهات من قبل عشرين سيارة جيب إسرائيلية وعدد كبير من القوات التي طوقت منازل الجيران أيضًا، ثم إقتحموا أثناء الليل منازل الجيران حتى وصلوا لمنزل موسى في الساعة الثالثة صباحًا وبعد إقتحامه من قبل القوات المقنعة " قوات الضفادع " إعترض أفراد العائلة على إقتحام المنزل، فقامت القوات بالاعتداء عليهم بالضرب المبرح ثم جرى بينهم إشتباك بالأيدي، وكل ذلك جرى بينما كانت والدتهم نائمة لأنها صماء، ولم تستيقظ إلا عندما داس أحد الجنود ساقها، حينها إستيقظت وأخذت تصرخ بشدة وشعرت بالخوف والصدمة، مما أدى إلى تدهور وضعها الصحي، وتم نقلها للعلاج بسبب تعرضها لصدمة نفسية، حينها سألوا عن موسى ولم يجدوه، ثم قاموا بتفتيش المنزل بدقة وبعثرة محتوياته وتحطيم معظم آثاث المنزل الذي تحول إلى ركام، كذلك بعثروا مكتبة المنزل التي كانت تحوي العديد من الكتب، وصادروا بعض الكتب، كذلك فتشوا خارج المنزل حتى الاسمنت الموجود فوق سطح المنزل .

وبعدها حضر موسى للمنزل فأعتقلته القوات -وذلك قبل موعد زفافه بأسبوع- وأخذته لمكان مجهول وبعد يومين من إعتقاله في المسكوبية علمت عائلته بمكان وجوده، وبعد إعتقاله بأسبوعين والكشف عن الخلية حضر مجموعة مستوطنين برفقة عائلة الجندي نسيم طوليدانو وهم يستقلون حافلتان تحت حراسة من أفراد الجيش، حيث كانوا ينوون إقتحام مخيم شعفاط وقرية عناتا ليصلوا لمنازل كل من موسى عكاري وماجد أبو قطيش ومحمود عيسى للانتقام منهم، ولكن أهل المخيم صدوهم برشقهم الحجارة وإغلاق الشارع الرئيسي، بعدها خرجت عائلة موسى من منزلها لمدة أسبوع .

إمتياز رغم الألم

تعرض الأسير موسى للتحقيق لمدة ستة أشهر والعزل الانفرادي في سجن عسقلان لمدة طويلة والتعذيب النفسي والشبح، ثم صدر بحقه حكمًا يقضي بسجنه ثلاث مؤبدات وأربعين عامًا، قضى منها حتى الآن أكثر من 15 عامًا. وبعد إصدار الحكم بحق موسى صدر أمرًا يقضي بإغلاق منزل العائلة، التي كلفت محاميًا لإستئناف القرار فتم تجميده.

 يصف شقيقه إبراهيم فترة التحقيق فيقول:" لقد تعرض شقيقي موسى خلال تعذيبه لمدة أربعة شهور في مركز شرطة المسكوبية لكسر في جمجمته، وتم نقله للعلاج في مستشفى هداسا عين كارم، وبقي الجرح الذي أصيب به وراء أذنه اليسرى مفتوحًا، وتنزف أذنه دماً بعد إجراء العملية الجراحية له، كما يعاني موسى من آلام في ظهره نتيجة تعذيبه، ويعاني من التهابات في المعدة، و من مشاكل شديدة في أسنانه وضعف عام في جسده، وما زال حتى اليوم يعاني من آلام في رأسه وأذنه خاصة في أجواء البرد القارس.

ولكن مرارة السجن لم تثن الأسير موسى من إكمال دراسته بعد أن حصل على التوجيهي وهو معتقل، وبعد نجاحه تعلم في الجامعة العبرية المفتوحة تخصص علوم سياسية وعلاقات دولية وحصل على تقدير إمتياز من الجامعة وشهادة تقدير، وحاليًا سجل لتقديم الماجستير في نفس التخصص، كما تمكن من حفظ القرآن الكريم غيبًا بينما كان معزولاً لمدة سبع سنوات، وقد قدم إمتحانًا لدى وزارة الأوقاف وحصل على شهادة بتقدير إمتياز، كما حصل على شهادة حفظ وتجويد القرآن الكريم .

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org