أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

فلسطين - الاثنين -8-9-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

صلابة أشد من القيد

الحلقة (35 )

الأسير المقدسي / نائل رفيق سلهب

عصفور يتوق للحرية

" إبني لا يريد سوى الحرية فهي أغلى شيء في الدنيا، ولا يشعر بقيمتها إلا من ذاق قساوة ومعاناة الأسر، فالعصفور إذا وضع بقفص يتضايق ويتوق للحرية والطيران بأجنحته، فما بالك الانسان الذي لا يمتلك حريته، فالأسر صعب جدًا، والأصعب منه عدم إمتلاك الأسير هذه الحرية المرتبطة بقساوة الجلاد والاحتلال الاسرائيلي "، هذا ما قالته والدة الأسير نائل سلهب .

وتشعر أم نائل منذ إعتقال ولدها أنها في تحدي دائم مع الاحتلال، وتواجه ذلك بصلابة وإصرار،  تقول والدته: " أهم شيء أن تكون معنوياتي قوية حتى لا يشعر الاحتلال الاسرائيلي أنني ضعيفة وذليله بسبب إعتقال إبني، وفي ذلك تحد للاحتلال".

وأضافت: " رغم قسوة السجن ومرارته إلا أن إعتقال نائل لم يزدني إلا اعتزازًا وفخرًا به".

وانتقدت إهمال الجانب الفلسطيني سواء السلطة أو المفاوض الفلسطيني بوضع إبنها والأسرى مضيفة " الاهمال كبير وليس بسيط، فمنذ 15 عامًا تمنيت أن يسألني أحد عن حال إبني في السجن".

وعلقت بحرقة وألم " لقد مضى على إعتقال إبني وقت طويل، لقد دخل شاباً صغيرًا وأصبح شعره يغزوه الشيب وبدأ يتساقط ويضع نظارة بصر، لقد ضاع شبابه في السجن ."

ثلاثون عامًا في الأسر

ولد نائل رفيق إبراهيم سلهب  بتاريخ 21-9-1974، واعتقل 27 – 9 – 1993، ومكث في زنازين التحقيق قرابة ثلاثة شهور ثم وجهت للأسير نائل سلهب تهمة المشاركة مع مجموعة مروان أبو إرميلة وفهد الشلودي وتيسير سليمان في قتل جندي إسرائيلي في بيتونيا، ثم صدر حكمًا يقضي بسجنه 30 عامًا قضى منها حتى الآن أكثر من 15 عامًا.

 تنقل الأسير نائل بين عدة سجون هي  المسكوبية، رام الله، الخليل، جنيد، عسقلان، شطة، نفحة، وهو الآن معتقل في سجن رامون في النقب بجوار سجن نفحة.

أكمل الأسير نائل التوجيهي في السجن ونجح بعد أن أنهى الصف الثالث الاعدادي قبل إعتقاله، ويقوم حاليًا بحفظ القرآن الكريم داخل السجن، ويتعلم اللغة العبرية.

مأساة وانتظار

أما عن معاناة الزيارة فهي مأساة مزدوجة يعيشها الأسير والأهل بسبب قوانين الزيارة التي لا تسمح إلا لأهله من الدرجة الأولى بزيارته حارمة بذلك جميع أقاربه من الدرجة الثانية حتى أولاد أشقائه وشقيقاته من رؤيته.

تنتظر والدة الأسير موعد زيارته بفارغ الصبر، وتشعر بتوتر شديد لاقتراب الموعد حيث تقوم ليلة الزيارة بتفقد هويتها الشخصية عدة مرات خوفًا من نسيان الهوية وبالتالي حرمانها من زيارة إبنها، ولدى ذهابها للزيارة تعاني من الانتظار لساعات طويلة في قاعات الانتظار التي تفوح منها رائحة القذارة والعفن حتى يسمح لها برؤية إبنها من وراء جدار زجاجي.

تقول والدة الأسير نائل:" يتفطر قلبي لأنني لا استطيع أن المس نائل، فطوال فترة إعتقاله استطعت أن أزوره فقط مرتين زيارة خاصة في سجني عسقلان ورامون في نفحة، حيث تمكنت من لمس يديه وتقبيله بعد أن سمحت إدارة السجن بفتح شباك الزيارة".

وتصف والدته معاناة الزيارة فتقول: " منذ اللحظة الأولى لإعتقال نائل والعائلة تعاني من سوء تصرفات إدارة السجون التي تتحكم بالزيارة وترفض في كثير من الأحيان إدخال أي ملابس أو أغطية صوفية له، كما تقوم بمنعنا من رؤيته".

وأضافت:" رغم المعاناة إلا أن معنوياتي قوية وعندي أمل أن نائل سيعود إلى بيته الذي اشتاق إليه مهما طال الزمن".

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org