أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

 

صلابة أشد من القيد

الحلقة (34 )

الأسير المقدسي / نصر حميدان شقيرات

غرفة تشهد على رعونة الاحتلال

بالرغم من مرور خمسة عشر عامًا ونيف على إعتقال الأسير نصر شقيرات إلا أن الغرفة التي تم إعتقاله فيها مغلقة حتى يومنا هذا بقرار من دولة الاحتلال، وتعود هذه الغرفة لشقيقه الأكبر علي، فلدى إعتقال نصر كان ليلتها نائمًا في منزل شقيقه الذي اعتبر أن إغلاق الغرفة لم يشكل عقابًا للأسير نصر فقط وإنما أيضًا لأفراد عائلته .

يقول شقيق الأسير: " في الحقيقة يعتبر إغلاق الغرفة عقاب نفسي لي، فكل يوم أتطلع وأشاهد بعيني الغرفة مغلقة دون أن تزول من ذاكرتي، ورغم مرور 15 عامًا على إغلاقها بالزينكو من داخل المنزل ونوافذها مغلقة بلحام الأوكسجين، ولم يستطع أي شخص أن يساعدنا على فتحها لأن المنطقة تابعة أمنيا للجانب الاسرائيلي ."

السجن خلوة الأبطال

ولد الأسير نصر حميدان شقيرات بتاريخ 20 – 7 – 1971، وأعتقل بتاريخ 20 – 3 –           1993 حيث قامت قوات كبيرة من الجنود والمخابرات بتطويق منزل شقيقه الكائن في حي الشيخ سعد من كافة الجهات ثم اقتحمته ودمرت كافة محتوياته، ثم قاموا باعتقاله وبإغلاق الغرفة التي وجد فيها في منزل شقيقه علي بألواح الألمنيوم وتشميعها وما تزال حتى الآن مغلقة لتوجدها ضمن محيط منطقة أمنية.

وبعد اعتقاله وجهت له تهمة طعن خمسة من الطلاب اليهود بالسكين في مدرسة أورط الصناعية في تل بيوت حسب لائحة الاتهام التي وجهت له من قبل المحكمة الاسرائيلية، وصدر حكم يقضي بسجنه مدة 82 عامًا قضى منها 15 عامًا حتى الآن.

وكان قد أعتقل لأول مرة في أواخر عام 1990 لمدة 32 شهرًا بتهمة رشق الحجارة ورفع الأعلام الفلسطينية والكتابة على الجدران وضرب زجاجات المولوتوف والإنتماء للجبهة الديمقراطية. 

وقال والده " لقد استمر التحقيق مع إبني نصر لمدة 48 يومًا في الزنازين، ثم تم توقيفه في المسكوبية وبعد مرور عام تم إصدار حكم بحقه ".

فيما عاقبت السلطات الإسرائيلية عائلة نصر بعد إعتقاله حيث قامت بمنع إصدار التصاريح لوالديه وأشقائه لدخول مدينة القدس، مع العلم أنه قبل عام1995 كان يسمح بإصدار تصريح لشقيقه علي ثم ألغي تصريحه بعد عامين من إعتقال نصر، كما شطبت هوية علي عن الكمبيوتر ولم يعرف بذلك إلا عن طريق الصدفة .

وقال علي " لم أكن أعرف بشأن سحب هويتي في عام 1998، في ذلك الوقت سافرت إلى عمان وخلال وجودي عند الجسر تعرضت للتفتيش العاري ذهابًا وإيابًا ، كما قدمت بعدها طلبًا للحصول على تصريح فتم رفضه، ثم تم استدعائي من قبل المخابرات الاسرائيلية حينها إكتشفت أن هويتي قد سحبت، فكلفت محامي من أجل إسترجاعها دون جدوى ."

وعندما فصلت السلطات الاسرائيلية الضفة الغربية عن مدينة القدس في عام 1998، صادرت هويتي والدي الأسير نصر، فقدما شكوى لمكتب الشكاوي هموكيد الذي تمكن محاميه من إسترجاع الهويتين بعد ثلاثة شهور، كما تم منعهما من زيارة نصر لمدة عام وأربع أشهر عقابا لهما لأنهما إستقلا حافلة الصليب الأحمر من القدس لزيارة إبنهما نصر، دون أن يعلما أنهما ممنوعان من ذلك، وأن عليهما أن يستقلا الحافلة من الضفة الغربية وذلك وفق القانون الاسرائيلي بعد أن قام الجانب الاسرائيلي بفصل الضفة الغربية عن مدينة القدس .

وخلال فترة اعتقاله الطويلة مكث في عدة سجون منها المسكوبية، جلبوع، عسقلان، السبع، نفحة، شطة، الرملة، جنيد، جلبوع.

ومأساة السجن وقسوة السجان التي حرمت الأسير نصر من أن يكمل دراسته داخل السجن رغم حصوله على معدل 85 % في الفرع العلمي، لم تحطم إصراره وطموحة حيث تمكن من حفظ القرآن الكريم في السجن وحصل على شهادة من وزارة الأوقاف الاسلامية تقر بإجتيازه إمتحانات التجويد في سجن نفحة الصحراوي.

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org