أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

فلسطين - الخميس -7-8-2008-

صلابة أشد من القيد

الحلقة ( 29 )

 

الأسير المقدسي /  هاني بدوي محمد جابر

 

 

عشق فداء

" إن نور عينيك أذاب القيود في يدي، ولا أشاهد في منامي إلا أنت، وقلبي لا ينبض إلا بحروف أسمك، وأقول له أما تعلم أن الحب كياني وكتابي، فيقول لي إمضي في حبك لإبنتك وعشقك لها وأنا على الخفقات"،  لقد سطر الأسير هاني بدوي جابر هذا الشعر لإبنته الوحيدة فداء ورسم بجانبها شمعة مضيئة وزهرتين.

فقد أهدى أبو الفدا دفترًا مليئًا بالكلمات والأشعار والرسومات لإبنته الوحيدة فداء، وأخذت فداء تقلب دفتر والدها الذي اعطاه لها في إحدى زيارتها وهي مسرورة وتضحك لهذه التعابير التي تجسد مدى حب والدها لها وتعلقه به.

أما والده الحاج أبو ماجد فقد أصر أن تريه حفيدته الدفتر الذي أهداه لها إبنه وبعد الإنتهاء من رؤيته أخذ يقبل الدفتر.

ثم أخذ ينظر لصورة إبنه هاني ويقول بحرقة وألم ودموعه تنهمر " أنتظر لحظات الإفراج عنه بفارغ الصبر فهذه أمنية حياتي، ربنا يطلعه بالسلامة ." وأخذ يقبل صورته ويضمها إلى صدره ويبكي.

الأسير هاني بدوي محمد سعيد جابر هو واحد من قائمة " عمداء الأسرى " الذين أمضوا أكثر من عشرين عامًا ولا زالوا في الأسر، وهو من مواليد  23 – 7 – 1964، واعتقل من بيته بتاريخ 3 – 9 – 1985، وخضع لتحقيق قاسي استمر قرابة شهر، حيث وجهت له تهمة قتل جنديين في الخليل، والإنتماء لحركة الجهاد الاسلامي ثم صدر حكم يقضي بسجنه مدى الحياة وقضى في الأسر حتى الآن 23 عامًا، وخلال فترة إعتقاله الطويلة مكث في كافة السجون تقريبًا،  وحاليًا هو معتقل في سجن نفحة الصحراوي. وخلال فترة اعتقاله شارك إخوانه الأسرى في العديد من الإضرابات الطويلة لاسيما إضرابات أعوام 1990، 1995، 1998، 2000، 2004.

 

تقول إبنته فداء: " وضع والدي في السجن سيء للغاية ونفسيته متعبه وقد طلب نقله من هذا السجن عدة مرات لكن إدارة السجن رفضت، وذلك بسبب المضايقات التي يتعرض لها وبقية الأسرى خاصة في الصباح وقرعهم أبواب الغرفة في الساعة السابعة صباحًا بحجة التفتيش، والطعام السيء الذي يعده لهم الأسرى الجنائيين لذلك لا ياكل منه، فيضطر لشراء الطعام من الكنتين بمبالغ عاليه".

 

ويعاني الأسير هاني من قرحة في المعدة ومشاكل في الرقبة وضعف في البصر ، وقد دفعه حراس السجن قبل عام تقريبًا نحو شبك حديد بسبب مشكلة في السجن مما أدى إلى تأثر أسنانه وسقوط ضرسيه وآلام في كتفه، ولكنه رغم المعاناة والمرض صامد ويعد حاليًا موسوعة بنك المعلومات " حسب الحروف الأبجدية ".

 

السفينة التي تغرق

وتقطن إبنته الوحيدة فداء مع جدها في باب الساهرة داخل البلدة القديمة،  حيث تعيش الأسرة في منزل بسيط جدًا مليء بالرطوبة التي تفوح رائحتها في كافة أرجاء المنزل صيف شتاء، كذلك يوجد تشققات واضحة وكبيرة الحجم في جدران المنزل، وفي الشتاء تتدفق المياه داخل المنزل، وبالتالي المنزل الذي تعيش فيه العائلة غير صحي بسبب عدم وجود تهوية فيه.

 

وكانت أبرز المحطات المؤلمة في حياة الأسير هاني زواج إبنته الوحيدة فداء قبل خمس سنوات، ولكنه أبى إلا أن يشاركها فرحتها في يوم عرسها فتحدث معها عبر الهاتف أمام الحضور، فأخذت تبكي بشدة وأبكت الحضور حزنًا عليها.

 

ووصفت فداء هذه اللحظات على لسان والدها " لحظات مؤلمة كالسفينة التي تغرق، وقالت " لقد كنت متشوقه لوجود والدي بجانبي يوم زفافي، لحظات صعبة عشتها،  فبالرغم  من وجود أفراد أسرتي وزوجي حولي إلا أني كنت أشعر بغصة فقدانه منذ طفولتي، وحتى في أسعد أيام حياتي.

وأضافت بحرقة وألم " عندما يفرج عن والدي سوف أعمل عرس جديد لأشعر بوجوده بجانبي، فقد حرمت من هذه الفرحة".

 

وتابعت " ما زال يقول لي والدي في كل زيارة نفسي المس يديك وأضعك على صدري وأضمك، ويتحدث لي دومًا عن الموت ثم آخذ بالبكاء، ويقول لي لو مت تعودي أن تتحدثي معي كأني موجود معك وأسمعك، فأنت موجودة في قلبي وأسمعك".

 

وأوضحت أن والدها يتمنى الإفراج عنه بأقرب فرصة ممكنة خاصة لدى حصول أي صفقة تبادل أسرى جديدة.

 

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org