فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية - بيروت

فلسطين - الخميس -24-7-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  "يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

 

صلابة أشد من القيد

( الحلقة 25)

الأسير المقدسي /  بلال أحمد أبو حسين

 

مفخرة الناس

معظم أقارب وأصدقاء الأسير بلال أبو حسين أطلقوا اسمه على أولادهم فخرًا واعتزازًا به وبنضاله، فقد أطلق شقيقه نضال اسمه على إبنه الوحيد وشقيقته وخاله كذلك أطلقوا اسمه على أولادهم، حتى حيدر ياسين شقيق الأسير اللبناني أنور ياسين أسمى إبنه بلال من شدة حبه للأسير بلال.

 

ولد الأسير بلال أحمد أبو حسين  بتاريخ 1- 3- 1969، وأعتقل بتاريخ 28 – 12 – 1988 من بيته وخضع لتحقيق قاسي استمر قرابة شهر تعرض خلالها لأشكال متعددة من التعذيب، ومن ثم صدر حكم يقضي بسجنه لمدة عامين ونصف العام بتهمة انتمائه للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحرق سيارة، وخلال وجوده في السجن تلقى ومجموعة من الأسرى أمر قيادي بالتحقيق مع عميل داخل السجن يسمى " فاروق أبو خضير "، وأثناء التحقيق معه من قبل مجموعة من الأسرى توفي حيث كان يعاني من مرض في القلب وتوفي بجلطة،  وأنكر الأسرى الثلاثة الذين شاركوا في التحقيق علاقتهم بقتله وأكدوا أنه توفى فجأة بسبب مرض صحي، إلا أن المحكمة أصدرت بحق كل واحد منهم حكمًا بالسجن المؤبد مدى الحياة، ثم قدمت عائلته إستئنافًا للحكم فأصبح حكمه 38 عامًا، قضى منها حتى الأن أكثر من تسعة عشر عامًا.

 

يقول والد الأسير بلال: " مرت أكثر من تسعة عشر عامًا من المعاناة فهو إبني البكر وكنت عاقدًا آمالاً كبيرة عليه في مساعدتي، وبالرغم من قناعتي أن ما قام به هو واجبًا وطنيًاإلاّ أنني عندما أرى أن إبني مهمشًا من قبل المسؤولين والمجتمع، فإن ذلك يؤثر في نفسي ويزيد الأسى عليّ، حتى الدعم المعنوي لا تجديه من الناس، يشاهدوني دومًا أضحك ولكن أعيش معاناة داخلية لا أقدر أن أعبر بها للناس فالشكوى لغير الله مذله ".

 

وأضاف والده: " لقد إختار بلال هذه الطريق من أجل الوطن وليس من أجلنا نحن، ولكن للأسف القائمين على المفاوضات لم يهتموا بالأسرى ولم يكونوا على قدر المسؤولية، فلو كانوا على قدر المسؤولية لأفرج عن الأسرى من زمان".

 

حصل الأسير بلال على التوجيهي الصناعي تخصص نجارة من الاتحاد اللوثري، ويدرس حاليًا في السجن بالجامعة العبرية في السنة الأولى علوم سياسية.

 

 ويعاني الأسير بلال من التهابات في المعدة، وآلام في المفاصل والظهر والرجلين، كلوسترول في الدم، كسر دائم في اليد اليمنى منذ ما قبل اعتقاله، ولم يقدم له العلاج منذ سنوات مما يفاقم من معاناتة ويضاعف أمراضه.

 

رحلة العذاب بين السجون

تنقل بلال في سجون عدة منها المسكوبية، السبع، الرملة، شطة، عسقلان، إيشيل، هدريم، وهو الآن في سجن نفحة، وأشار الوالدان أن زيارتهما لإبنهما منتظمة ويعانيان لدى زيارة إبنهما في سجن نفحة من التفتيش السيء والانتظار لساعات طويلة وذلك وفق مزاج حراس السجن، وبسبب بعد مسافة سجن نفحة حيث يبعد عن مدينة القدس نحو 400 كيلومترًا لا يقدر والده على زيارته سوى مرة واحدة كل خمسة أشهر أو اكثر بسبب مرضه وتعبه الشديد.

 

يصف والده الزيارة فيقول: " من اليوم الأول  في إعتقاله ونحن نعاني خاصة لدى زيارته وبعد قطع مسافة طويلة في الطريق حتى نصل إلى السجن، نفاجىء لدى وصولنا لشباك الزيارة أنه غير موجود، فنرجع أدراجنا دون رؤيته، هذا عدا عن المعاناة التي نواجهها من قبل الحراس الذين يتعاملون معنا بفوقيه وكأننا تحت مستوى البشر، فلا يكفي مجلد كامل لنكتب فيه عن معاناتنا طوال فترة إعتقال بلال".

 

تقول والداته:" ما يحز في نفسي أن جميع الشبان الذين بعمر بلال قد تمتعوا بحياتهم وشبابهم وتزوجوا وأنجبوا أطفالاً، أما هو رغم مرور هذه السنوات إلا أنه ما زال مسلوب الحرية، فقد عاش في السجن أكثر مما عاش معنا".

 

والدة الأسير بلال تتبنى الأسير اللبناني المحرر أنور ياسين

لم تقتصر زيارة والداة الأسير بلال على إبنها بل كانت تزور أسيرًا لبنانيًا تبنته لمدة 13 عامًا وهو أنور ياسين من لبنان الذي تحرر بتاريخ 25 – 1 – 2004 في صفقة تبادل للأسرى مع حزب الله.

 

وتصف والداة الأسير بلال حبها للأسير اللبناني: " لقد أحببته من كل قلبي كأنه ولدي، وعندما يحين موعد زيارتي لإبني أقول لوالده إذهب لرؤية إبنك وأنا سأذهب لرؤية إبني، فلم أكن افرق بينهما أبدًا".

 

وأضافت: " على قدر فرحتي بالإفراج عنه إلا أني حزنت لعدم تمكني من زيارته قبل ستة أشهر من الإفراج عنه، مع العلم أني رأيته قبل شهور قليلة في عمان، ولا أحد يتصور كم كان اللقاء حارًا، على أمل اللقاء بإبني الأخر بلال".

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org