أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية – بيروت

فلسطين - الاثنين -7-7-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

 

صلابة أشدّ من القيد

 (الحلقة العشرون)

الأسير المقدسي/ أحمد رباح أحمد عميرة

ولد الأسير المقدسي أحمد رباح أحمد عميرة في 10– 2–1968، في منطقة قلنديا في القدس، واعتقل بتاريخ 25 – 10– 1988، بتهمة رشق جنود الاحتلال بالحجارة وتوزيع البيانات "التحريضية"، وقد حُكم عليه بالسجن لمدة سنتين ونصف، وحُقق معه في سجن المسكوبية، سيء الذكر.

من الإفراج إلى المؤبد

بعدما شارفت مدة اعتقال أحمد على الانتهاء، وقبل أن ينهي حكمه الأول بستة أشهر، حكمت محكمة الاحتلال عليه بالسجن المؤبد، بتهمة اشتراكه ومجموعة من الأسرى، بقتل أحد الأسرى لإتهامه بالعمالة ، وهكذا بات التخلص من الاعتقال وعذاباته حلماً صعب التحقق، حتى بعد أن جرى تحديد مدة المؤبد بالسجن لمدة 37 عاماً وثمانية شهور .

ينتمي أحمد إلى الجبهة الديمقراطية، وقد تعرّض لأشكال متعددة من التعذيب النفسي والجسدي مثل: الشبح، الضرب على بالعصى، وسكب المياه الباردة، والحرمان من النوم، والوقوف لفترات طويلة.

وخلال فترة اعتقاله الطويلة، والتي زادت عن عشرين سنة حتى الآن، تنقل أحمد بين سجون: المسكوبية، والجلمة، والرملة، وشطة، وعسقلان، ونفحة، وجلبوع، كما شارك وإخوانه الأسرى في كافة الخطوات النضالية، وفي الاضرابات عن الطعام من أجل تحسين أوضاعهم وانتزاع حقوقهم.

هدوء الانتظار

ينتظر أحمد فرجاً قريباً يأتيه من "الغيب" ليخرج إلى الحرية، فأعوام الاعتقال ربما لا تنفذ قبل أن تنفذ حياته، خصوصاً أنه يعاني من العديد من الأمراض، أبرزها مرض الضغط الذي يتفاقم بفعل الرطوبة الشديدة في المعتقل.

 

عرف عن أحمد الاتزان  والهدوء منذ أن كان في عالم الحرية، وقد بقي كذلك خلال أعوام الانتظار الطويلة في السجن. أحمد لم يحقق رغبة أمه بالزواج، وقد قضت سنوات الاعتقال على هذه الأمنية، وهو يعاني حالياً، كما باقي زملائه داخل المعتقل، من الإهمال الطبي، ونقص الطعام، كماً ونوعاً، ومن المعاملة القاسية، والآثار النفسية الصعبة، لا سيما بعد استشهاد عدد من زملائه الأسرى وهم معه داخل الأسر.

حال أحمد صعبة، فقد توفي جداه وجدتاه وعمه وخاله دون أن يودعهم أو يشارك في جنازاتهم، ولا يزوره حالياً سوى والداه وأشقائه وشقيقاته، أما باقي أفراد العائلة فممنوعون من زيارته، كما تواجه عائلته صعوبة في إدخال الملابس إليه، حيث لا تسمح إدارة السجن بإدخال الملابس للأسرى سوى مرتين في العام، كما يمنع إدخال احتياجات الأسرى والأغطية الصوفية، ولا يسمح لأحمد إلا بإرسال رسائل قليلة لأهله.

في سجنه نشأت علاقة قوية بين أحمد وأسير لبناني آخر، اسمه الحركي يوسف، وعلى مدى خمس سنوات توطّدت العلاقة، ليس بين الأسيرين فحسب، بل بين أسرتيهما أيضاً، لكن هذه الحال لم ترُق للمحتل ففرّق بينهما.

 

دمعة أم

تقول والدة الأسير أحمد عميرة: "عندما أراه في المعتقل أضمه إلى صدري، وأحبس الدمع، لأنني أريد أن ضمه وهو في البيت لا في السجن"، وتضيف: "لحظات مؤلمة جداً أشعر بها عندما ألقى إبني أحمد الذي حرمت منه طوال هذه السنين بين يدي للحظات قبل انتزاعه مني". تضيف الوالدة، هو دائماً يوصي بالقول: "ديري بالك على وأشربي الدواء في مواعيده وأهتمي بنفسك ."

 

من حسن حظ أحمد أنه كان معتقلاً مع زميل له، أصبح فيما بعد وزيراً لشؤون الأسرى، هو الوزير أشرف العجرمي، وقد قام الوزير بزيارة لأهل الأسير أحمد، ووقف على حالة أهله.

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org