فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   

 الإنجاب هاجس الأسير الفلسطيني

 

ضياء الكحلوت-غزة

الجزيرة نت / 10-8-2009

بشكل خجول وصامت، تداول الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية قبل عشرين عامًا قضية التلقيح الصناعي لزوجاتهم عبر تهريب نطفهم من داخل المعتقلات. واتسعت دائرة المشتركين في التداول حتى نفذت فعليًّا.

ولم تنجح محاولات قليلة قام بها الأسرى لتهريب نطفهم لأسباب مختلفة، لكن تفكيرهم في الأمر وتنفيذهم له يعكس معاناتهم الصامتة وغير المعلنة ورغبتهم في حلم لا يتحقق إلا بالإفراج عنهم.

ووفقا للباحث المختص في شؤون الحركة الأسيرة الفلسطينية عبد الناصر فروانة فإن الفكرة لو نوقشت على مستوى أوسع "سنجد مزيدا من حالات تهريب النطف"، وسيصل تحدي الأسرى للاحتلال انتزاع حقهم المشروع.

معاناة صامتة

وأوضح فروانة في حديث للجزيرة نت أن نقاش الأمر بين الأسرى وذويهم وحالات التطبيق العملي تعكس مدى اهتمام الأسرى بالموضوع وحرصهم على إنجاحه لتحقيق حلمهم بالأبوة، خاصة للأسرى من ذوي الأحكام العالية أو ممن أمضوا سنوات طويلة في السجن، ولم يحققوا حلمهم بالأبوة.

لكن فروانة يرى أن التطبيق مرتبط بمحاذير عدة أبرزها إجراءات الاحتلال الإسرائيلي والعادات والتقاليد المحلية، داعيًّا إلى تبني القضية وإثارتها عبر نقاش واسع "لأنها تعكس معاناة الأسرى الصامتة التي لا يشعر بها إلا هم".

وطالب الباحث في شؤون الأسرى بضرورة النضال من أجل انتزاع حق الإنجاب وتثبيته وفق الضوابط والإجراءات التي تتطابق مع الشريعة الإسلامية، "وأهمها توفر شهود يؤكدون أن هذه النطف من الزوج إضافة إلى توفر شهود من أهل الأسير وأهل زوجته لإثبات شرعية الطفل وقطع دابر الشائعات".

وبين فروانة أنه من الضروري أن يتزامن النضال من أجل انتزاع هذا الحق مع النضال من أجل توفير وضمان حاضنة اجتماعية ودينية وسياسية ووطنية للأسرى، وقوانين وتشريعات تجيز لزوجات الأسرى الإنجاب بهذه الطريقة "وحمايتهن من التقول والإساءة والتجريح والإشاعات".

 نظرة المجتمع

وأوضح فروانة أن الأمر يثير جدلاً عند معارضي الفكرة الذين يخشون من عدم توفر الشروط والإجراءات المتطابقة مع الشريعة الإسلامية، وخوفا من التلاعب والابتزاز من قبل الاحتلال، إضافة إلى نظرة المجتمع السلبية حول الموضوع والشائعات التي ستحوم حول الزوجة، كما يعتبر بعضهم أنه من الخطأ حصر الأبوة في النطفة، "لأن العلاقة بين الأب وابنه علاقة وجدانية تبدأ من لحظة الغرس، ثم الإنبات الطبيعي، وبشكل يومي تحت دفء التجربة وتنفس هواء المكان ذاته".

ودلل فروانة على ذلك بقوله، إن زيارات الأهل لأسراهم حق مشروع ومكفول وإذا شعر الأسرى أو ذووهم بأن إجراءات الاحتلال تبتزهم وتحاول المساس بكرامتهم وشرفهم أو الضغط عليهم بالتفتيش العاري فإنهم يرفضون الزيارة ويتنازلون عنها طواعية لكنها تبقى حقا، وهو ما ينطبق على التلقيح الصناعي الذي يمكن التنازل عنه هو الآخر.

الموقف الشرعي

بدوره أكد الداعية الإسلامي الشيخ سميح حجاج أن هذه المسألة تندرج تحت موضوع أطفال الأنابيب، وأن العلماء أجازوا الأمر بضوابط أهمها أن تكون النطفة من الرجل والبويضة من المرأة.

وقال الشيخ حجاج في حديث للجزيرة نت إن "هناك محاذير عدة تضع أمامنا مشكلة في مثل هذا الموضوع، أهمها هل الاحتلال الصهيوني أمين لنقل نطف الأسرى لزوجاتهم؟، ثم هل ثقافة المجتمع الفلسطيني تسمح بذلك؟".

وأضاف "العلماء عندما أجازوا التلقيح الصناعي أجازوه في حال الضرورة وعندما يكون هناك عجز عند الرجل"، مبينًا أن المحاذير في هذه القضية تزيد من صعوبتها، لكن الداعية الفلسطيني نبه إلى ضرورة التسليم والرضا بقضاء الله وقدره والصبر والاحتساب.

المصدر / الجزيرة نت

الإثنين 10-8-2009

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/46F82E66-07D5-4CCB-B68E-F09E6D6C09CB.htm?wbc_purpose=basic_current_current_current

 

 موضوعات أخرى ذات صلة بالموضوع

- فروانة : حق الأسرى بإنجاب أطفال يُنتزع ولا يُمنح 7-7-2009

- دفاعاً عن حق الأسرى في الإنجاب... رداً على مقال نُطفةُ الأسيرِ الفلسطيني ليست للتداول بقلم/ عبد الناصر10-7-2009