فضائح أبو غريب متواصلة في فلسطين والعراق !!

 

 

 بقلم / عبد الناصر عوني فروانة

 10 -5- 2008

 

في الثامن والعشرين من نيسان من عام ألفين وأربعة ، فجرت شبكة تلفزيون CBS الأمريكية فضيحة " سجن أبو غريب" بعد أن نشرت صورا مذهلة ومذلة  لسجناء عراقيين وهم عراة وفي أوضاع مشينة .

صوراً لجنود الإحتلال الأمريكي وهم يتلذذون بتعذيب أسرى عراقيين عراة ويصعقونهم بالكهرباء ويستمتعون بآلامهم ، ويبتسمون ويضحكون لإلتقاط الصور التذكارية ويلوحون بعلامة النصر وكأنهم يمارسون عملاً بطولياً ، صوراً امتُهنت فيها كرامة الإنسان العراقي وآدميته وشَرفه العربي ، وقالت الشبكة آنذاك إنها تملك العشرات منها وتظهر أنماطاً مختلفة من الانتهاكات والتجاوزات بحق السجناء العراقيين.

وبالرغم من تلك الصور وما صاحبها من حملات الشجب والإستنكار ، وبعد مرور أربع سنوات على نشرها ، إلا أن المتتبع لأوضاع العراق عموما والمعتقلين خصوصاً يلاحظ أن التعذيب لم يتوقف في أبو غريب ، وتواصل وامتد للمعتقلات الأمريكية الأخرى في العراق ، بأساليب وانتهاكات فاقت كل تصور من حيث انحرافها النفسي والأخلاقي، ولازال المعتقلون العراقيون يتعرضون بشكل متكرر للتعذيب الجنسي من خلال حبسهم وتصويرهم وهم عراة، والاعتداء جنسيا على بعضهم ، بالإضافة الى أن أكثر من معتقل استشهد بالسجون الأمريكية في العراق نتيجة للتعذيب .

 وقد تكشف السنوات القادمة ما هوأخطر وأبشع بكثير مما رأيناه وسمعناه من جرائم ارتكبت بحق الأسرى الأطفال والنساء والشيوخ في سجن أبو غريب وفي سجون الإحتلال الأمريكي الأخرى .

وفي الذكرى الأولى لفضيحة أبو غريب ، أي في أواخر نيسان عام 2005 ، أقدم السجانون الإسرائيليون في قسم 7 في سجن الشارون الإسرائيلي المخصص للاسرى الأطفال على إلتقاط صور فاضحة لأطفالنا الأسرى بعد اجبارهم على التعري ، وعبر اولئك السجانون عن استمتاعهم  بتعريتهم و وبإمتهان كرامتهم وشرفهم ، وكأنهم كانوا يحتفلون بالذكرى السنوية الأولى لفضيحة أبو غريب على طريقتهم الخاصة ، فيما يفرض التفتيش العاري الإجباري على الأسرى بشكل فردي واحيانا جماعي وقد تكون هناك كاميرات مثبته في الزنازين .

وصور إخواننا الأسرى العراقيين تسربت خارج السجن ونشرت ووزعت ، واقشعرت الأبدان لها ، فيما صور اخواننا الأسرى الفلسطينيين بقيت طي الكتمان وفي أدراج السرية ولم تنشر لكن سمع الناس الأحرار عن معاناتهم التي لا يتخيلها العقل البشري  .

ونشرت الصور في العراق أو لم تنشر في فلسطين ، فانه لم يتكرر نشر صور جديدة فاضحة ، لما تسببته من ردة فعل قوية ، ولكن هذا لا يعني عدم الإستمرار في التصوير هنا وهناك وابتزاز المعتقل ومساومته ، اوالإحتفاظ بها لنشرها في الوقت المناسب ، كما أن هذا لا يعني أيضاً  توقف ممارسة الفضيحة ، فالتعذيب المميت والتعري وامتهان الكرامة والشرف في سجون الإحتلال الأمريكي في العراق لا زال مستمراً ولكن بدون صور ، كما تطالعنا به الصحف وبعض التقارير الحقوقية الصادرة من هناك.

 والتعذيب القاسي والمشرع قانوناً في سجون الإحتلال الإسرائيلي والتفتيش العاري وامتهان الكرامة والشرف أيضا لا زال مستمراً ، بل وحجم الإنتهاكات متصاعدة والمواثيق والأعراف الدولية تضرب بعرض الحائط وبعيدا عن وسائل الإعلام .

وهنا تبرز بعض أوجه التشابه فيما بين الإحتلال الأمريكي العراق والإسرائيلي لفلسطين  ليؤكدوا بما ل يدع مجالاً للشك بأن الإحتلال أيا كان اسمه وعنوانه فهو احتلال قمعي ومجرد من كل المفاهيم الأخلاقية والإنسانية ،  وهؤلاء هم الأمريكان والإسرائيليون الذين يدّعون بأنهم الأكثر إنسانيةً واحتراماً لحقوق الإنسان في العالم !

والسؤال اليوم وبعد مرور أربع سنوات على فضيحة أبو غريب هل يحتاج العالم الحر ،  واصحاب الضمائر الحية ، والمؤسسات الفاعلة  في مجالات حقوق الإنسان صوراً فاضحة جديدة لأسرى كي تفوق ضمائرهم ومشاعرهم وتنشط عقولهم ، كي يتحركوا لوقف الممارسات اللاإنسانية بحق الأسرى أينما وجدوا ، ولضمان تطبيق الإتفاقيات الدولية الخاصة بهم ؟

 

فالجرح واحد والإحتلال زائل والنصر قادم لا محالة

والحرية لأسرى الحرية