في ذكـرى فضيحـة أبو غريب !!

 

 بقلم / عبد الناصر عوني فروانة

غزة - فلسطين / 2 آيار 2005

 

في الثامن والعشرين من نيسان من العام الماضي فجرت شبكة تلفزيون CBS الأمريكية فضيحة " سجن أبو غريب" بعد أن نشرت صورا مذهلة ومذلة  لسجناء عراقيين وهم عراة وفي أوضاع مشينة .

صوراً لجنود الإحتلال الأمريكي وهم يتلذذون بتعذيب أسرى عراقيين عراة ويصعقونهم بالكهرباء ويستمتعون بآلامهم ، ويبتسمون ويضحكون لإلتقاط الصور التذكارية ويلوحون بعلامة النصر وكأنهم يمارسون عملاً بطولياً ، صوراً امتُهنت فيها كرامة الإنسان العراقي وآدميته وشَرفه العربي ، وقالت الشبكة آنذاك إنها تملك العشرات منها وتظهر أنماطاً مختلفة من الانتهاكات والتجاوزات بحق السجناء العراقيين.

وبالرغم من تلك الصور وما صاحبها من حملات الشجب والإستنكار ، إلا أن التعذيب في المعتقلات الأمريكية لم يتوقف ، بل تواصل وانتشر و لم يقتصر على أبو غريب بل أنه امتد للمعتقلات الأمريكية الأخرى في العراق ، وأساليب التعذيب والانتهاكات التي تعرض لها المعتقلون على أيدي القوات الأمريكية فاقت كل تصور من حيث انحرافها النفسي والأخلاقي، وقد توفي أكثر من معتقل بالسجون الأمريكية في العراق على أثر التعذيب .

وأيضاً لازال المعتقلون العراقيون يتعرضون بشكل متكرر للتعذيب الجنسي من خلال حبسهم وتصويرهم وهم عراة، والاعتداء جنسيا على بعضهم ،  

وقد تكشف المراحل القادمة ما هو أخطر وأبشع  بكثير مما رأيناه وسمعناه من جرائم ارتكبت بحق الأسرى الأطفال والنساء والشيوخ في سجن أبو غريب وفي سجون الإحتلال الأمريكي الأخرى .

 

وفي أواخر نيسان المنصرم أقدم السجانون الإسرائيليون في قسم 7 في سجن الشارون الإسرائيلي المخصص للاسرى الأطفال على إلتقاط صور فاضحة لأطفالنا الأسرى وهم عراة ويستمتعون بتعريتهم وبتصويرهم وبإمتهان كرامتم وشرفهم ، وكأنهم   يحتفلون بالذكرى السنوية الأولى لفضيحة أبو غريب على طريقتهم الخاصة .

ولحسن حظ إخواننا الأسرى العراقيين بأن صور تعذيبهم تسربت خارج السجن ووجدوا من يدين ويستنكر، أما لدينا فليس هناك من يصور وينشر وبالتالي لم نجد من يدين ويستنكر ، على الرغم أن ما يجري في سجون الإحتلال بالعراق من تعذيب يجري وعلى مدار الساعة منذ عقود من الزمن في " مسالخ " السجون والمعتقلات الإسرائيلية لكن لم تجرؤ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على تصوير ذلك ، أو قد تكون فعلت ذلك لكنها لم تجرؤ على نشرها ، واليوم أقدمت على تعرية بعض الفتية وإلتقطت لهم صوراً وهم عراة وهددتهم بها بهدف قمع اضرابهم ، لكن قد نرى غداً صوراً من هذا القبيل توزع وتنشر على الملأ  طالما أن  الصوت الدولي باهت و العربي الرسمي خجول والفعل الجماهيري العربي والإسلامي غائب.

هذا هو الوجه الحقيقي للإحتلال أياً كان !! وهؤلاء هم الأمريكان والإسرائيليون الذين يدّعون بأنهم الأكثر إنسانيةً واحتراماً لحقوق الإنسان في العالم !

 

فالجرح واحد والإحتلال زائل والنصر قادم في العراق وفلسطين